|
ثقافة احتوى على اربعين فصلا على امتداد 320 صفحة،استعرضت فيه تفاصل يومياتها مع الملك، وحاولت تصويب الاخطاء والمغالطات التي نسجت حول حياته، مؤكدة انها تشعر بالمسؤولية تجاهه وتجاه جمهور، ومؤكدة انها ارتبطت بزوج مثالي وخاص جدا، وبأنها حين سمعت بنبأ رحيله عام 1977 وهو في اوج الشهرة والمجد والشباب وعن 42 ربيعا، شعرت،بالغربة والوحدة والخوف،ولقد وضحت صوابية موقفها الزوجي، الذي ادى الى انفصالهما.
وقصة الملك الفيس مع السندريللا بريسيللا بدأت حين شاهدها لأول مرة، وهي تحييه ضمن الجماهير المحتشدة لسماع لحنا كان يؤديه على البيانو، وسرعان مالفتت نظره من بين آلاف المعجبات والمعجبين, وبعد ذلك تكررت الحفلات ونظرات الاعجاب، هي التي كان الجميع يقولون عنها، حين كنت صغيرة، انها اجمل فتاة في المدرسة، وحين بلغت السادسة عشرة، بدأ يشعرها انها ستكون زوجة المستقبل، وهذا الهاجس كان بالنسبة اليها حلما. وحين تزوجها عام 1967 كان حفل الزفاف حدسا مدويا، لاحقه الاعلام المرئي والمسموع والمقروء في كل مكان، مادعاها للشعور بالسمو والكبرياء والسعادة والفرحة والبهجة الغامرة. وبالرغم من انه كان يمطرها بأفخر انواع السيارات والملابس والهدايا ويلبي لها جميع طلباتها (في يوم واحد اشترى لها مرة سبع سيارات) فإن انشغاله في تسجيلاته وحفلاته وافلامه كان يبقيها، في احيان كثيرة وحيدة، خلف اسوار قصره، الذي كان محاطا بحراسة مشددة، إلا انه أصبح يكثر من ساعات تواجده في دارته،بعد ان انجبت بريسيللا ابنته الوحيدة ليزا ماري، حتى إنه اشترى لابنته سيارة كهربائية، وكان يقودها معها في الدارة الكبيرة، ويأخذها بطائرته الخاصة في رحلات سياحية بعيدة، والمعروف ان ابنته ليزا ماري اقترنت بنجم البوب الراحل مايكل جاكسون، وعاشت معه عامين ونصف، ولقد عارضت بريسللا،الوريثة الوحيدة لكل ملايين الملك،زواج ابنتها من مغني البوب الراحل وقالت لها، ان هذا الزواج لن يستمر، وسوف يجلب لك التعاسة والكآبة والشقاء. ولقد دخلت بريسيللا مجال التمثيل التلفزيوني، معتمدة على جمالها وشهرتها كزوجة لملك الروك الراحل، وعرفها الجمهور في العالم اجمع كواحدة من اشهر بطلات مسلسل دالاس ذائع الصيت، كما برزت كنجمة غلاف لاشهر المجلات العالمية ونجمة اعلانات، وحققت ثروة طائلة من المقابلات التلفزيونية التي اجريت معها، حول ذكرياتها مع الفيس بريسلي. وبفضل جهودها واصرارها،تم تحويل قصره المعروف بإسم «غريسلاند» الى متحف لمقتنياته، يرتاده الملايين من جميع انحاء العالم، ويحقق لورثته ريعا يقدر سنويا بملايين الدولارات. الفيس بريسلي باتت اخباره بعد مرور ثلاثة عقود ونصف،اشبه بحكايات وقصص الف ليلة وليلة، حيث الانتقال من عجيبة الى اخرى، ومن هذه القصص، أن بعض عشاقه ينامون في العراء في ذكراه، وفي جو شديد البرودة، يصل الى حدود عشر درجات تحت الصفر، بعد ان تضيق بهم فنادق وشقق وشوارع مدينة مفيس الاميركية، وذلك لإضاءة الشموع حول ضريحه،والتعرف على محتويات متحفه. فهل نستطيع في الأزمنة الراهنة القاتمة الى حدود السواد الكلي، المطالبة مرة جديدة بتحويل بيوت رموزنا الفنية إلى متاحف, على غرار متحف الفيس بريسلي وسواه،حتى تتعرف الأجيال الجديدة على تراث فني في طريقه إلى التشويه والغياب والضياع الفعلي. facebook.com/adib.makhzoum |
|