|
مسرح
في تجربتهما الجديدة المذهلة كما يقول النقاد.. يعملان على إدخال المسرح بفكرة تبدو مبتكرة.. فالأخوان تافياني يعودان إلى السجن ليس لاستعراض مرارة تجربة العيش رهن الحبس والتجرد من الحرية بل لاختبار كيف يمكن أن يؤنس الفن.. الإنسان أو يعيد إليه إنسانيته المفقودة، بعد أن تردى إلى حالات التدهور والانحطاط. داخل الجناح المخصص لأعتى المجرمين من أرباب عصابات المافيا وجومورا وغيرها في سجن ربيبيا في روما، يقوم المخرج المسرحي فابيو كافللي بتدريب السجناء على التمثيل المسرحي. يعلن لهم في البداية عن رغبته في تقديم مسرحية شكسبير «يوليوس قيصر» التي تدور في روما، حول تآمر زملاء القائد العسكري العظيم وقتله، وهي مسرحية تناقش العلاقة بين المجد والطغيان والتشبث بالسلطة والصداقة التي لا تصبح صداقة، والخيانة، وكيف يتحول أخلص الأصدقاء إلى قاتل يتنكر لصديقه، وما الثمن الذي يدفعه بعد ذلك، وهل كان قيصر يريد أن يحول روما إلى مملكة خاصة له بالفعل، أم كان يسعى لحمايتها، وما الثمن الذي يدفعه المتآمرون فيما بعد في المعركة الفاصلة بين جيشهم وجيش مارك أنطونيو حينما تحل الهزيمة النكراء بهم. وهل هناك لعنة «قيصر» التي تطارد الجميع وترغم الكثيرين منهم على الانتحار أو كما يقول بروتوس «توجيه أسلحتنا إلينا»؟ يختار الاخوان تافياني هذه المسرحية عمدا لتقديمها داخل السجن، لكون فيلم تافياني يعتمد على المسرحية الشكسبيرية، لا يعني أننا أمام فيلم «مسرحي» على العكس فهما يستخدمان أدوات السينما: التكوين وحركة الكاميرا والتحكم في الإضاءة والمونتاج. لكنهما يستخدمان الأبيض والأسود بدرجة معينة تضفي برودة شديدة على المشاهد التي تصور تدريبات الممثلين - السجناء - على الأداء التي يتم تصويرها داخل الزنازين، وفي الردهات، وفناء السجن وعلى سطحه. أما المشاهد المصورة بالألوان فهي تلك التي تدور فوق خشبة المسرح في النهاية عندما يؤدي الممثلون أدوارهم أمام الجمهور الغفير من زملائهم السجناء وحراس السجن والأهالي الذين يستقبلون الحدث بإعجاب وتهليل. |
|