تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أنماط استهلاكية

محليات
الأربعاء 15-2-2012
هيثم عدرة

الإنتاج الزراعي وارتفاع معدلاته تتم مناقشته بشكل دائم لإيجاد الأسس القادرة على امتصاص الإنتاج عبر الاستهلاك المباشر أو تصنيعه أو تصديره ,الذي جعلنا نتحدث في هذا الإطار هو الواقع الذي تتم مناقشته في موسم الحمضيات ,والإجراءات التي تتخذ للتعامل مع إنتاج يتزايد عاما بعد عام ,وبالتالي حجمه يزيد عن معدلات الاستهلاك المحلي ,ويبقى السؤال أين نذهب بالفائض ؟ .

لابد من القول انه توجد أنواع من المنتجات القادمة الينا وبديلها المصنع موجود أو يفترض أن يكون متوفرا وبكثرة ,وتبقى الشكوى الدائمة لدينا من غزارة الإنتاج وعدم القدرة على تصريفه معزوفة نسمعها مع بداية كل موسم زراعي .‏

لابد من حملة مكثفة ومبرمجة ترافقها حملات توعية تواكب ماننتجه بشكل طازج أو مصنع وهو خال من أي مكونات صنعية تؤثر على الصحة على المدى القريب أو البعيد وتكوين أنماط استهلاكية في هذا المضمار ,ويجب أن نفكر بمكونات هذا الإنتاج القادم الينا ,هل هو من مواد طبيعية أم خلطات نقرأ مكوناتها على العبوة .‏

الكثير من المجتمعات كونت أنماط استهلاكية عبر ماتنتجه , وهذا يساهم في مناعة الاقتصاد الوطني لأي بلد , ونلاحظ الكثير من المشروبات الساخنة التي نتعامل معها هي تشكل فائض في مجتمعاتها ويتم تصديرها إلى جانب استهلاكها بشكل محلي بعيدا عن استهلاك أنواع مستوردة لديهم لتعزيز قدرة اقتصادهم , وهذا أمر لابد من تكريسه عبر برامج تركز على زراعات ونباتات تشكل بمجملها إن تعاملنا معها بجدية بديلا لمشروبات وأعشاب تأتينا من الخارج ولا ندري مكوناتها .‏

نعود للبداية وموسم الحمضيات الوفير ,وهذا يجعلنا نؤكد على وجود مصانع قادرة أن تحول هذا الإنتاج إلى عبوات تحول ثمارنا الطازجة إلى عصائر , لابد من تشجيع أنماط استهلاكية علينا أن نعتاد عليها وهي استهلاك الحمضيات بشكل طازج أو عصير يتواجد على موائدنا , فهو غني بالفيتامينات اللازمة , وبالتالي يكون كل منا ساهم بتصريف هذا الإنتاج على طريقته ووفق قدراته .‏

لو تأملنا الأنماط الاستهلاكية الرائجة لدينا نلاحظ معظمها أصبح عادة دون النظر إلى الفائدة , وهذا يعود إلى حالة ضعف بإيجاد الوسائل الكفيلة لتصريف إنتاجنا , ولا بد من المبادرات الجماعية في هذا الإطار .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية