|
دين ودنيا أحد دواوين إقبال الخالدة, أرسل فيه إقبال زفرات حكمته على جناح الشعر والقصيد رجاء النهوض بالأمة من جديد وتجاوز الماضي الذي طال على رقادها وحال دون نهوضها. ومن أشهر قصائد جناح جبريل قصيدته حول رسالة الفتح الإسلامي: بمعابد الإفرنج كان أذاننا قبل الكتائب يفتح الأمصارا لم تنس أفريقيا ولا صحراؤها سجداتنا والأرض تقذف نارا كنا جبالا في الجبال وربما سرنا على موج البحار بحاراً وقد اشتهرت هذه القصيدة على الألسنة وطارت في الآفاق وغنتها كاملة كوكب الشرق ام كلثوم. ومن روائع هذا الديوان أيضاً قصيدة لينين أمام الله وفيها يتحدث إقبال بلسان لينين بعد ما استيقظ في العالم الأخير وقال أمام الله: يا من نرى في النفس والآفاق من آياته الحق أنك واحد حي يقوم بذاته ما كان يدرك عقلنا في طيش نظرته السريعة ما كنت ترسله من الأنغام في لوح الطبيعة اليوم أعلن بعدما شاهدت عالمك الأخير أني وتعلم لم أكن وحدي هنالك في غرور الرأسماليون مركبهم يعربد في بحارك فمتى تغرقه وتأخذ من مظالمهم بثارك? ومن روائع هذا الديوان قصيدة إقبال في مسجد قرطبة: قصر التاريخ ومسجده ما أروع ما صنعت يده, وكذلك قصيدة خروج آدم من الجنة وحواره مع الملائكة وكذلك حوار إبليس مع آدم, وفيه يقول آدم جواباً على سؤال إبليس حول خروجه من الجنة: إن سري يوم نادى مهرجانه أمر الكل فخروا فحباني صولجانه ما الذي تفعله العباد في قصر السماء بين ريحان وبخور وسجاد وماء هم من الخلد سكارى وأنا أحفر لحدي أحمل الدنيا شريداً أعصر الصخر لوحدي أنا لما أعبد الله بحرماني وجوعي لن ترى في الملا الأعلى كمثلي في خضوعي قل لمن يسأل عني أنا شيخ الحضرتين إن عبداً لوعته الأرض عبد مرتين ومن روائع الديوان أيضا حوار طويل بين إقبال وأستاذه جلال الدين الرومي حيث يعتبر إقبال رسالته محض استكمال لما أطلقه جلال الدين من حكمة ونور على الرغم من أنه يفصل بين الرجلين نحو سبعمائة عام. طبع الكتاب مراراً بترجمة عبد الرحمن عزام والصاوي شعلان وعبد المعين الملوحي وزهير ظاظا. |
|