|
مجتمع إنه الرجل الأناني... شعاره: (أنا ومن بعدي الزوجة والأولاد) لا يهمه إلا نفسه وإرضاء ذاته وإشباع رغباته على حساب حاجات ورغبات أقرب الناس إليه.. فكيف تكون الحياة مع زوج كهذا?. وهل يمكن لرجل أناني أن يقود دفة الحياة في مؤسسة تقوم على المشاركة والأخذ والعطاء والبذل..? وهل يعترف الرجل أصلاً بأنانيته?. تشتكي ثناء حامد من أنانية زوجها تقول: أعرف أن أحواله المادية ليست على ما يرام, وأنا أتحمل الكثير وأضغط المصروف..وأحاول جاهدة أن أسيَّر سفينة حياتنا... لكن ما يزعجني أنه أول ما يأتيه مبلغ من المال ينفق أغلبه على نفسه ومظهره وحاجاته دون أن يفكر في أنني امرأة ولي متطلبات أيضاً..وكلما عاتبته رفع صوته في وجهي ووجه إلي الإهانات متهماً إياي أنني متطلبة ولا أتفهم ظروفه وأنني لا أحتاج إلى شيء وخاصة أنني ربة منزل. وتشاركها أسمى نور شكواها.. لكن عن أنانية مختلفة تقول: إنه يتأفف ويتذمر دائماً... إذا تأخرت بإعداد الطعام أو وجد حاجاته غير جاهزة, أو رآني أهتم بالأولاد ودراستهم ولا أسرع لإحضار ما يطلبه مني حتى لو كان بقربه... وحين أنجبت ابنتنا الصغيرة وتعبت صحياً وألزمني الطبيب المكوث في السرير شهرين أذاقني زوم المرار من طلباته.. ... رغم مرضي, إنه يعاملني كأداة لتنفيذ رغباته وإتمام الصورة المثالية لحياته التي لايرى فيها سوى نفسه.. ولكن نجوى دربل ترفض تعميم صفة الأنانية على الرجال.. وتقول: من الظلم أن نحكم على جميع الرجال بسبب فئة معينة ممن يسيؤون لمفهوم القوامة وهي ترى أن الأنانية مرض يعشش ويتكاثر في عقل بعض الرجال وحتى بعض النساء, تماماً كالفطريات التي لا يمكن علاجها بشكل نهائي, والمشكلة أن هذه الصفة تكبر كلما تقدم الإنسان في السن ويستحيل الشفاء منها. ومن جانبها فهي لم تعان من مظاهر الأنانية في زوجها لأنه رجل متفهم ومتعاون.. ليس من السهل أن يعترف أي رجل سراً أو علانية بأنه أناني... لأنه يعرف حجم البشاعة التي تقترن بهذه الصفة... جهاد الخطيب أعمال حرة ينفي أن يكون أنانياً لكنه يقول: إن مسألة إيثار الآخر على النفس لم تعد موجودة في أيامنا لأننا نعيش في عصر مادي يغلب عليه مبدأ القوة, ولكي يكون الإنسان قوياً يجب أن يهتم بنفسه وأنا لست مستعداً أن أتنازل عن أي رغبة أو حاجة من أجل أحد.... المنطق يقول إن الأولوية يجب أن تكون لرب الأسرة الذي يتعب ويشقى ليوفر الراحة لأسرته وليس لأفراد العائلة أن يعترضوا على تصرفاتي لأنني وإن كنت أتصرف بما يناسبني إلا أنهم دائماً في بالي وبصراحة شديدة خالية من عبارات التنميق والمجاملة. ويؤكد أمجد عبده أنه مامن إنسان على وجه الأرض إلا ويحب ذاته ويفضلها على الآخرين ويعترف بأنه يحرص على إرضاء وتحقيق رغباته أولاً لكنه لا يهمل إسعاد زوجته وأولاده... ويشرح وجهة نظره قائلاً : إن نجاح الحياة الزوجية مرتبط بتقديم التنازلات...الأنانية والانفراد يدمران الاستقرار الأسري ويخلقان جواً من التوتر... ولكن غالباً ما يكون الجيد والمناسب لي أنه يؤثر عليهم وخاصة أنني لا أنقص عنهم شيئاً. من جانبه يتحدث د. يحيى الفهد عن الأنانية بمفهومها العام موضحاً أنها قد تكون نتيجة تربية سيئة منذ الطفولة, لأن شخصية الإنسان تتأثر بالبيئة التي يترعرع فيها, والرجل الأناني ينشأ على حب نفسه وتدليلها, بمعزل عن الاعتراف بوجود الآخر وحقه في التعبير عن رغباته بالطريقة نفسها وذلك إذا وفرت له بيئته ما يعزز هذه النزعة لديه. ويرى ياسر ابراهيم مهندس أن الرجل الأناني شخص غير جدير بالاحترام, تماماً كالرجل البخيل, لأنه يبخل على أسرته بالمشاعر والوقت والاهتمام, ويعتبر نفسه الأولى بكل الحقوق الزوجية علماً أن الحياة أخذ وعطاء والأنانية داء خطير من الصعب الشفاء منه, لأن الإنسان يتربى على هذه الصفة وتكبر معه ولا يستطيع الاقلاع عنها, لأنه لايشعر بحجم خطورتها ولا يقتنع أبداً أنه على خطأ... وهي تفقد المرء أقرب الناس إليه, وأنا أعرف رجالاً طلقوا زوجاتهم بسبب الأنانية... فلا تكن عزيزي آدم أنانياً وتدمر أسرتك... علماً أننا لا نذكر وجود بعض النساء الأنانيات اللواتي يرفعن شعار:.. ل من بعدنا الطوفان. |
|