|
مجتمع وأمتن الصداقات هي التي تنمو أيام الطفولة فتحكمها في السنوات الأولى, البراءة في التعامل التلقائي والميل الطبيعي لأنها تقوم بسبب الاشتراك في لعبة أو الإحساس بالحرية في التعبير والتعامل أو بسبب القرابة أو الصداقة بين الأسرتين وغالباً ماتدوم تلك الصداقة خلال السنوات الأولى من العمر وتصبح هي الصداقات الحقيقية التي يكبر بها الشخص. تنمي شخصية الطفل وحسب رأي الدكتور تيسير حسون اختصاصي علم نفس: إن الصداقة تساعد الطفل على النمو النفسي والحركي والاجتماعي كما أنها تعمل على تنمية شخصيته, وتبعده عن العزلة التي تعتبر خطيرة, لأنها تحول الطفل إلى شخصية ضعيفة هشة, معرضة للإصابة بأمراض الفصام التي هي نتيجة للخوف وعدم الثقة بالنفس, وأيضاً تتغلب الصداقة على الخجل والجبن والخوف الاجتماعي وزيادة على ذلك, فهي تساعد الطفل بالتغلب على مشاكل الكلام. أما الملاحظ أيضاً أنها تفرغ الشحنات الزائدة عند الطفل من الطاقة وذلك عند القيام باللعب وممارسة الهوايات وبالتالي فإنها تخفف من العنف والرغبة في التدمير ما يساعد الطفل على التركيز في الأمور المهمة الأخرى مثل مذاكرة الدروس فبكل المقاييس تعمل الصداقة على إعفاء الطفل من الكثير من المتاعب والأمراض النفسية وخصوصاً أنها تكبر مع الطفل إلى أن تصبح عقدة تحتاج إلى سنوات طويلة لكي تعالج. تشجع العمل الجماعي ويقول د. حكمت شريف اختصاصي علم اجتماع: باعتبار علاقات الصداقة اختيارية فهي مبنية على الثقة والتسامح والمشاركة في الأسرار والاهتمام المتبادل, وهي تعلم الطفل معنى التعاون والعمل الجماعي وفي نفس الوقت تنمي روح المنافسة الإيجابية وتشجع على التقدم والتحسن, كما أن للصداقة دوراً محورياً في حياة الطفل فهي تقوي شخصيته وتساعده على تطوير المقاييس الأخلاقية لديه مثل معاني المساواة والعدل والتعاون والمشاركة. تحرر الطفل من الأنانية أيضاً تعلم الطفل صداقة الأسلوب الأمثل فهو يجد الصديق شخصاً قريباً إلى نفسه يمكنه أن يلعب ويتحاور معه على مستوى واحد بالإضافة إلى أن الصداقة تحرر الطفل من الأنانية وتعلمه التسامح والمصالحة مع الآخرين. دور الوالدين من المهم أن يشجع الوالدان الطفل على عقد صداقات مع من حوله من الأقارب والمعارف والأصدقاء وذلك حتى يكونا مطمئنين على نوعية تلك الصداقات فتقارب السن بين الأطفال مهم بحيث لايتعدى فارق العمر السنتين وإلا تعرضت الصداقة الجديدة لجوانب سلبية, إذ إن سيطرة الكبير على الصغير تجعل من الصغير شخصية تبعية تعاني من بعض السلبيات. مراقبة الطفل ومن المهم تشجيع الطفل على الاشتراك في الأنشطة الجماعية من خلال اصطحابه للنوادي والحدائق العامة والاهتمام بالتعرف على صديق الابن وعلى والديه, إذا لاحظ الوالدان أي جوانب سلبية لهذه الصداقة, يجب مصارحة الطفل والتفاهم معه وإقناعه, ويجب عليهم مراقبة خط سير علاقة الصداقة مع ترك الحرية للطفل لكي يختار صديقه مع الاطمئنان على حسن اختياره لهذا الصديق. |
|