تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بما يشبه (بالسرعة الكلية)

من داخل الهامش
الإثنين 24-11-2014
ديب علي حسن

لايعرف السوريون على مدار التاريخ ومنذ ان كان الا العطاء والابداع، وما ابدعوه لم يكن ليقف هنا على ضفاف او في سهوب او وديان او ينحصر في ممالك..

حملوه الى العالم كله اغنية وحرفا ولونا واعطوا ولم يبخلوا بالعطاء، وما كان الاخر في الكثير من تعامله معهم الا حسودا ناقما، محاولا ان ينال من هذه العبقرية المتجذرة في الروح والمكان والتوجه، والتاريخ العابق بكل ما فيه من اصالة سورية يشهد على ذلك، والحقيقة ان السوريين كما الاشجار العالية المثقلة بالثمر تلقى عليها الحجارة فتلقي اطيب الثمر.‏

هذا الثمر الطيب ليس وليد اليوم ولن تكون نهايته اليوم، ولا في أي يوم ما دام السوريون ابناء الحياة، قد تكون ثمة ثاليل وبثور تصيبه هنا وهناك وقد يعلوه صدأ لكنه آني وزائل وغير حقيقي فنار الابداع السوري تعيد صهره وصياغته بكل الالق والكبرياء.‏

هذه الحال تدعونا لان نعيد ولو تكرارا ما دعونا اليه من سنوات من اجل اقامة سوق للكتاب الشعبي وقد طرحت الفكرة على المعنيين في وزارة الثقافة والمحافظة (دمشق) ونامت في العسل ووعوده، والمكان تحدثنا عنه فوق مجرى مائي مهمل تحول الى مكب قمامة، ولم يعد بردى الخلد، ولايعنينا ان يكون المكان معرضا او سوقا للكتاب وحده، بل ربما يكون مكانا جميلا لممارسة الفن والتصوير الزيتي واي لون من الوان الابداع، كما يصلح سوقا شعبيا للكتاب القديم الذي يسد حاجة هامة ويكون بديلا عن مكتبات الارصفة التي يجب الا نغفل عن الدور الايجابي الهام الذي تقدمه من خلال اعادة تدوير الكتاب.‏

من خمس سنوات ونيف ونحن نطرح الامر وندعو اليه، ولا احد يرد بكلمة ولا حتى بالرفض او بيان اسباب عدم الامكانية او القبول، ومع ذلك لن نفقد الامل، وقناعتي ان ثمة من يجب ان يبحث في الامر ويفند اسباب القبول او الرفض، وقد حان لنا ان نخرج من مقولة لا تظهر جلية ولكنها حقيقة، اكتبوا ما شئتم فنحن اذن من طين واخرى من عجين، وبما ان الامر ليس اعلانا لكنه يستعير من الاعلان جملة شهيرة، بالسرعة الكلية، سننتظر ردا، أي رد وكم يطول الانتظار لا ادري لكنني عاهدت نفسي الا امل من اعادة طرح القضية حتى ياتينا جواب يفندها او يقبل بالتنفيذ اذا ما كانت الفكرة مقبولة.‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية