تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مجرد إشاعة..!

رؤيـة
الإثنين 24-11-2014
سعاد زاهر

على الرغم من أن خبر اصابة أوبرا بمرض السرطان، مجرد اشاعة، الا انه مرت بضع ساعات صدقه كثر وتناقلته مواقع الكترونية عربية وأجنبية، بعضها معروف بمصداقيته، الا أنه وقع بمطب الاشاعة، المحبوكة جيدا..

في صياغة الخبر يأتينا انها تملك 2 مليار دولار، وانها قضت عمرها كله وهي تساعد المحتاجين.. طفلها الوحيد الذي أنجبته في عمر باكر توفي.. كل تفصيل في الخبر يظهر جديته ومنطقيته، ومدى سخرية الاقدار حين تتقصد احدهم.. ولكن يستمر الخبر ليؤكد انها لن تتمكن من صرف الملياري دولار التي تملكها في الاربعة أشهر المتبقة لها..‏

الخبر رغم قصره الا ان امتلك معلومات وفيرة عنها، ومع ان اغلبها ليس خافيا على متابعي ومحبي أوبرا.. إلا أنها صيغت بخبث ووضعت المتلقي في حالة عاطفية تقترب فيها شخصية محبوبة للغاية وشهيرة وثرية من الموت.. وحين تكرر المعلومات بهذه الطريقة المأساوية.. يختلف وقعها على المتلقي.. !‏

ان كانت مختلف المواقع الاعلامية التي تناقلت الاشاعة قد استفاقت من غفوتها لتكتشف انها مجرد لعبة خبيثة من أحدهم.. ولكن ماذا عن تلك الاشاعات التي دمرت بلدانا.. ماذا عن تلك الاشاعات التي أفرزت شوارع اقتتال واحتراب.. لانعرف ان كانت ستهدأ قبل ان تدمر كل شيء.. !‏

هنا الاشاعة تقصدت شخصا.. مهما كان حجم الاساءة فهي قد استغلت شهرتها فقط.. وانحصرت الاساءة في الاذى المعنوي.. وبالطبع هو خطأ لايغتفر.. ولايقبل به في أي عرف اعلامي أوضمير مهني أو أخلاقي..‏

صحيح أنه لامجال للمقارنة.. بين شائعة تطال شخصا، وبين شائعات ومنهجية تخريب متعمدة طالت بلدانا.. لكن المبدأ واحد..‏

نحن نعيش زمنا اعلاميا مظلما، لاشك هناك أسباب اعمق من حكاية المال المسيطر وما الذي يريده.. ؟‏

هناك بعد آخر لانستطيع التكهن به، في هذا الوقت الذي لايزال الاعلام يضرب فيه في الصميم بلدانا وينأى عن أخرى.. الزمن وحده سيكشف لنا حقائق من الصعب العثور عليها آنيا.. !!‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية