|
|
فضائيات رغم ذلك أبطال الورق موجودون بكثرة في حياتنا وربما نكون نحن ايضا من هذه الفئة دون أن ندري فميزة هذه البطولة ان صاحبها لايدرك زيفها مباشرة بل يعتقدها حقيقية و قد يذهب أبعد من ذلك حين يعتقد أن بطولته الورقية هي البطولة الاصلية وكل بطولة اخرى مزيفة! هي مشكلة تمييز إذن من ناحية الشكل والمضمون لكن لهذه الحالة مستتبعات على مستويات متعددة أولها: هذا البطل لا يرى سوى نفسه وعلى أساس هذه الذات الشخصية جدا يقيس كل شيء يجري حوله أو فوقه أو تحته. وثانيها أن الحوار معه يجري باتجاه واحد دائما: أن نكون معه واذا حدث العكس فأقل وصف يمكن أن يطلق على الآخر: الخيانة طبعا, الخيانة لبطولته المفترضة. وثالثها مسموح له أن يقول كل شيء وأن يعيد تقييم الاحداث والاشخاص أحيانا بكلمة واخرى بجرة قلم وفي الحالتين علينا أن نصفق له! من الذي قال إنه يشكر من يهدي اليه عيوبه وان يعدوها أمامه, لا أذكر اسمه اليوم لكنه بالتأكيد هو سوبرمان العصر الحالي, لا احد يريد اليوم أن يسمع نقدا أيا كان هذا النقد صحيحا أم مخطئا لأن المبدأ ذاته هو المرفوض لأن ابطال الورق هم ابطال لا يقبلون التعامل الا مع من يشبههم. هل أذهب بعيدا? ربما -وربما لم اقارب الحقيقة ايضا لكن ادعوكم جميعا لتأمل الذات أولا ثم المحيطين بكم بعد التخلص من الافكار المسبقة ربما يعيدنا هذا التأمل إلى ترتيب أولوياتنا بطريقة جديدة. الذي أعرفه أننا اليوم لم نعد نحتاج إلى هذه النوعية من الابطال كما لم نكن نحتاجها سابقا ولن نحتاجها غدا لأنهم ببساطة يطيرون مع أول نسمة هواء. |
|
