تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأقمار الصناعية .. تكنولوجيا الحرب القادمة..!!

علوم
الثلاثاء 1-10-2013
مخلوف مخلوف

يعتبر الصراع ضد الأقمار الصناعية أحد أهم وسائط الصراع في الحروب القادمة، فالعالم قاب قوسين أو أدنى من حروب فضائية تبدأ بهذا النوع من العمليات الحربية بتدمير الأقمار الصناعية للغير أو أسرها..

وحتى لا يبدو كلامنا غربياً أكثر، نتذكر أن حروب العالم التي مازلنا نعرفها تجري على الأرض بين المشاة والمدرعات أو في السماء القريبة من الأرض بين الطائرات، وفي هذه الحروب الكل مشغول بامتلاك الأسلحة وتطويرها وحيازة وسائل الرصد والمراقبة،‏

وهدف كل واحد هو تحقيق التفوق على الآخرين.. وبسرعة ترسخ عصراً جديداً من الحروب عبر مفهوم أطلق عليه (عسكرة الفضاء) فكيف بدأت هذه العسكرة وإلى أين تمضي؟‏

هذه العسكرة بدأت يوم الرابع من شهر تشرين الأول عام 1975م عندما أعلن الاتحاد السوفييتي السابق عن نجاحه في إطلاق أول قمر صناعي ووضعه في مدار حول الأرض، الأمر الذي أفقد الأميركيين عقولهم.. ولم يتأخروا في إطلاق قمرهم الصناعي الأول تحت اسم (أكسبلورر- i) وذلك يوم 30 حزيران عام 1958 ومنذ ذلك الوقت انفتح عهد التنافس الدولي في إطلاق الأقمار الصناعية.‏

إن التقدم في صناعة أقمار التجسس جعلت كل الترسانات العسكرية مفضوحة الأسرار وباتفاق الجميع، فإنه ما من قمر اصطناعي يطلق للفضاء إلا ويكون التجسس على الآخرين أحد أهم أهدافه، ولهذا ولكي يبعدوا شبهة التجسس عن هذه الأقمار صاروا يصبغون عليها أسماء توحي بأهداف أخرى غير التجسس مثل أقمار لاكتشاف الموارد الأرضية أو أقمار لرصد الزوابع والزلازل وأخرى لمراقبة هجرة الطيور والحيوانات، وهكذا تتعدد الأهداف والأسماء والهدف الأخير واحد وهو التجسس، بعد كل هذا فإنه من المؤكد أن عصراً جديداً في الحروب قد بدأ وهو حرب الفضاء وهذا ما يعرف باسم- الجبهة العليا- وصاحب الفكرة هو الجنرال- دانييل غراهام- المستشار العسكري للرئيس الأميركي الأسبق، ففي تدمير الأقمار الصناعية للخصم فوائد كثيرة منها شل نظم القيادة والسيطرة والإنذار المبكر وسواه.‏

فمن يستطيع التفوق في الفضاء عبر تدمير الأقمار الصناعية للخصم حتماً يحقق التفوق على الأرض فماهي هذه الأسلحة التي تحقق هذا الهدف والتي هي موضع الخدمة حالياً؟ تعالوا نستعرض بعضها:‏

- الأقمار الانتحارية: وهو نهج تعتمده روسيا.. وبنية القمر من هذا النوع لا تختلف عن بنية وتقنية الأقمار الأخرى لكنه مزود بعبوة شديدة الانفجار، وكاميرات حساسة تتيح له تصوير الأقمار الأخرى عن بعد وإرسالها بسرعة فائقة إلى الأرض، وفي الأرض يكون لدى مرسلي القمر إمكانية اختيار القمر الذي يريدون تفجيره، فيوجهون القمر إليه لتلتحم به ويفجر نفسه، ما يؤدي إلى تدمير القمرين معاً. ولا يمكن عملياً تمييز هذه الأقمار الانتحارية عن الأقمار الأخرى وهو ما يعني بداية عصر زرع الفضاء الخارجي بالألغام فقد يصادف أن يمر قمر ما قرب قمر انتحاري أو يلامسه نتيجة خلل أرضي ما يعني حدوث انفجار مكلف لأصحاب القمرين وقد نفى الجنرال( يوري غروشكي) مدير الأبحاث الفضائية في القيادة الروسية هذه النظرية موضحاً أن انفجار قمر انتحاري لايمكن أن يتم إلا عبر أوامر من الأرض.‏

- الصواريخ المضادة للأقمار الصناعية : في عام 2001 وكرد على الأقمار الانتحارية الروسية أعلنت وكالة الفضاء الأميركية أنها نجحت بتصنيع صواريخ خاصة مضادة للأقمار الصناعية تطلق من طائرات تحلق على ارتفاعات عالية وتوجه بالأشعة تحت الحمراء.. وتبعتها في ذلك دول أخرى في مقدمتها الصين ..‏

- الأشعة الليزرية :بعد أن تمكن العلماء من ترويض الالكترونات التي تنطلق منها طاقة الاشعاع وتجميعها في حزمة ذات طول موجي واحد وأمكن تقويمها وتركيزها، هذا التركيز أتاح توليد ضوء ساطع قوى بضغط يفوق الضغوط الجوية آلاف المرات له قدرة خارقة على النفاذ من طبقة سميكة من الصلب مثل دروع المدرعات فيخرقها أو الصواريخ فعطلها أو الأقمار الصناعية فيوقف آداءها والأغرب من ذلك قدرته على ثقب كتلة صماء من الماس المعروف بأنه الأشد قساوة، ويعلق العسكريون آمالاً واسعة على استخدام أشعة الليزر كأهم سلاح ضد الأقمار الصناعية .. وثمة أسلحة عديدة أخرى لمواجهة الأقمار الصناعية منها مثلاً : سلاح المرايا- المضخات النووية- سلاح الصواعق - التشويش - المدفعية الفضائية وغيرها ..‏

وبعد.. إنها حروب الأرض في الفضاء بدأت تجر الدول الكبرى الى حروب الفضاء عبر الأقمار الصناعية والأسلحة المضادة لها، المشكلة أنه لا توجد حتى الآن للأقمار معاهدة دولية حول تنظيم واستغلال الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية مايقود بالضرورة الى احتمال الوقوع من جديد في أوحال حرب باردة قد تتحول فجأة لحرب ساخنة.. عندها هل يمكن التكهن بالنتائج؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية