|
خط على الورق ورغم السرية الشديدة والكتمان الكلي التي أحيط بها دائماً هذا السلاح فقد تحول إلى موضوع للحديث من الجميع! ماذا كانوا يناقشون ؟! الأهمية الاستراتيجية لهذا السلاح ؟!.... الورطة في الاستغناء عنه ؟!... أم الورطة في اقتنائه من الأصل ؟!... متى صنع وكم كلف ؟ كالعادة توزعنا أطيافاً للرأي قلما يعجب صاحب رأي الأخر! الفقر بالمعلومات والجهل بالأمر يؤدي إلى تعدد الآراء و رفع الأصوات أكثر من العلم بالشيء ودقة تفاصيله، حتى ليبدو الأمر صراخاً بجهالة وليس حواراً أو نقاشاً. الشيء الوحيد الذي قد يكون جمع نسبياً معظم أراء المتحاورين هو الخوف من العدوان الأميركي. حتى الذين قالوا: وليكن....فلتضرب أميركا... قليل منهم كان متجرئاً برداء اللامبالي، وكثير منهم كان في الحقيقة يداري حيرته و خوفه. ماذا سيحصل لسورية إن كان العدوان ؟ وأين سيكون ؟ وما حجمه ؟ ألا يكفينا الذي نحن فيه ؟ ظلت صديقتي ثابتة على موقفها «وليكن فلتعتد أميركا... ماذا بعد ؟.. ومتى كانت غير معتدية.. ؟ « حتى مررنا بهواجس الخوف من مفرق معلولا على الطريق الدولي دمشق – حمص. مدت بصرها بحزن واضح أخاله عميقاً إلى درجة تقطر الدموع من عينيها. أعلم ما بها و تجاهلته..كانت دورية مسلحة للجيش تسير على الطريق لتأمين أمنه فقلت لها: لا تخافين الطريق آمن. وكصوت من يحتضر وقد جمع قواه ليقول كلمة قبل الوداع الأخير قالت: ألم يعد من مفرق لمعلولا ؟!... لم نتجاوزه يوماً دون أن تتحرش بذكرياتنا هناك..هل نسيت ؟! قلت: لا بل خفت أن أبكي أنا الآخر... فمن سيواسيننا أنا و أنت ؟ ثم.. أقول لك الحقيقة، أنا أدخر دموعي لما هو أشد وأدهى. - هل هناك ما هو أدهى من الذي يحصل ؟! = لا أدري... لكنني حتى اللحظة لم ألمح شمعة في نهاية النفق. - وقرار مجلس الأمن ؟ = ذاك هو النفق وليس الشمعة. النهار مشرق بما كان يكفي ليدفع الفرح إلى قلوبنا تلك الأيام، أما اليوم فلم يكن البصر ليتجاوز عرض الطريق. لم تكن معلولا وحدها التي استعصت على أحلامنا، بل البوادي والفيافي والتلال و الغابات والقلاع والمنتزهات! كنا في حالة تهجير كامل. بعد أن تجاوزنا النبك، متقيدين بحمية أمنية عن الهريسة سألتها: - متى سنزور مار موسى الحبشي ؟ نظرت إلي بصمت وصبر و قد جفت دموعها و قالت: يا إلهي.... هل من أمل في العودة إلى هناك ولو لمرة واحدة ؟! هل من أمل في ذلك ؟! إن تركوا منه شيئاً... سوريتنا جريحة و عشقنا أيضاً.... as. abboud@gmail.com |
|