تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شاعر افريقيا القتيل في مذبحة نيروبي.. كوفي أونور.. مكيدة اللون والرصاص

فضاءات ثقافية
الثلاثاء 1-10-2013
على الطريقة ذاتها التي قُتل فيها غارسيا لوركا على يد الجهل والظلامية التي لا تعرف ما الذي تقترفه، قُتل أحد كبار شعراء افريقيا الغاني كوفي أونور (1935 - 2013) رمياً بالرصاص وأمام الناس إبان الأحداث التي شهدتها العاصمة الكينية نيروبي.

لقد قتل الطفل والشاعر فيه معاً، فخرج رئيس غانا ليعلن عن ذلك أمام شاشات الفضائية، ثم ليشيع هذا الخبر عن شاعر كبير وسياسي معارض. بالتأكيد كان هذا السبعيني من بين أطفال ونساء ورجال مسالمين دفعوا حياتهم على أيدي قتلة جهلة ومتعصبين، وكأن افريقيا ينقصها المزيد من الآلام.‏

ولد كوفي أونور لعائلة ريفية تقطن مزرعة في أراضي شعب الإيوي الذي ينتسب إليه أبواه، وعاش طفولته وشبابه المبكر هناك، ويرى نقّاد كثيرون أن سرّ شعره يكمن في جذره الضارب عميقاً في الشعر الشفوي الريفي، الذي تأثر به على مستويين: الشعري والنثري الشفويين والعمق والبساطة التي تميّز القول الشعري لديه، ثم ربطه بالحس الإنساني والتوق إلى العيش المشترك ذي المساواة بين الأفراد والجماعات، خاصة في أفريقيا، التي آلمته كثيراً عذاباتها التي لا تنتهي.‏

يقول أونور مفتتحاً واحدة من أشهر قصائده التي كتبها مطلع السبعينات: «هذه الأرض، أخي»، وهي قصيدة مليئة بالاستعارات القائمة على مفردات من البيئة الطبيعية والشعبية لثقافة شعب الإيوي والتي- أي الاستعارات- تناهض الاستعمار المباشر وغير المباشر لبلاده، التي تجزأت أراضي شعوبها بعدما كانت قبل الحضور الثقيل للإمبريالية بلاداً بلا حدود، تماماً مثلماً حدث في أميركا اللاتينية، حيث ثمة شعب هندي يقول: «هذه الأرض أختي».‏

درس في جامعة غانا، ثم أكمل تعليمه في لندن ونيويورك، وهناك تعرف إلى عذابات السود وإلى ثقافات أخرى عديدة جعلته يكتشف جوانب أخرى في شخصيته الشعرية وشخصيته الإنسانية، بحيث أنضج ذلك من شعره الذي ظلّ وفياً فيه لمجد البساطة وشرف الكلمة النبيلة، مع ذلك اكتسب نوعاً من الرمزية الشفيفة. بدأ مشواره السياسي في الجامعة، وفي عام 1964 أصدر ديوانه الأول عندما كان طالباً في الجامعة التي عاد إليها فيما بعد أستاذاً للأدب الافريقي، وأصدر كذلك عدداً من الدواوين الأخرى وبحوثاً اجتماعية وروايات، ويصدر له العام المقبل ديوان يحمل عنوان: «وعود من الأمل/ قصائد جديدة ومنتخبات» يصدر عن صندوق الكتاب الشعري الافريقي ومطبوعات جامعة نبراسكا معاً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية