|
عن صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية ومحاولة انهاء الازمة في سورية المستمرة منذ اكثر من خمس سنوات ، روسيا التي القت باللائمة في استمرار الصراع والقتال في سورية على الميليشيات المسلحة المقاتلة والمدعومة من تركيا والسعودية حيث تحاول تلك الميليشيات تقويض المفاوضات والسعي الى افشالها وهذا ما اراد الروس تأكيده من خلال انسحابهم من سورية وايقاف العمليات العسكرية مع الاحتفاظ ببعض القوات هناك . واضافت الصحيفة ان هذه الخطوة اثارت ايضا مزيدا من التساؤلات حول النهج الذي يتبعه البيت الابيض والذي حذر في وقت سابق من تورط الولايات المتحدة الامريكية مع دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية وتركيا اللتان دعمتا الميليشيات المسلحة المقاتلة في سورية خاصة بعد المكاسب الكبيرة التي حققها الجيش النظامي السوري على حساب الميليشيات المسلحة وتمكن من استعادة اغلب المناطق وتحريرها وافادت صحيفة الواشنطن بوست بأنه مما لا شك فيه ان روسيا دعمت سورية بقوة ودعمت حكومتها وقلبت الطاولة على داعمي الميلشيات المسلحة المقاتلة في سورية وغيرت قواعد اللعبة هناك حيث تركزت جل الاعمال الحربية الروسية على محاربة تنظيم داعش الارهابي بينما فشلت الولايات المتحدة في ذلك واعادت الصحيفة الامريكية الى الاذهان انه قبل عام ونصف العام بدت الاوضاع في سورية معقدة و متشعبة بسبب انتشار الفصائل المسلحة المتطرفة ودخولها في صراع مفتوح مع القوات النظامية السورية التي استطاعت بفضل الدعم الروسي لها ومن الرئيس فلاديمير بوتين حيث تزويد سورية بما يلزم من اسلحة ومعدات عسكرية حديثة استطاعت قلب الامور في ساحة المعركة لصالح الجيش السوري والذي استطاع استعادة اغلب المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين كما استطاعت القوات السورية النظامية تطويق المسلحين في مدينة حلب الاستراتيجية التي يصفها السوريون بأنها عاصمة سورية الصناعية و خاصرتها الاقتصادية وقطع طرق الامداد الحيوية للمسلحين عبر تركيا ، فضلا عن السيطرة على مواقع المسلحين على طول الحدود التركية ما ادى الى هزات جيوسياسية في المنطقة واضافت الصحيفة ان الانتصارات التي حققها الجيش السوري في ساحة المعركة حددت مجرى محادثات جنيف الجارية حاليا لتستطيع الدولة السورية فرض شروطها وبقوة على طاولة المفاوضات وحددت مجرى تلك المحادثات في جنيف وحددت كذلك شروط وقف اطلاق النار المبدئي في سورية الذي تم الاتفاق عليه في شهر شباط الماضي من هذا العام 2016 حيث توصلت الولايات المتحدة الامريكية وروسيا الى الاتفاق على وقف مبدئي لإطلاق النار في سورية الامر الذي جعل كبار المسؤولين الأمريكيين يعترفون بأن الروس غيروا حسابات القتال في سورية . و قال المحلل والخبير السياسي في المجلس الروسي للشؤون الدولية نيكولاي باخوف ان روسيا حققت معظم اهدافها في محاربة الارهاب وأن العمليات العسكرية الروسية في سورية وفرت الظروف المواتية والملائمة لوقف اطلاق النار الحالي الذي طالما حلم به الشعب السوري واضافت صحيفة الواشنطن بوست ان تحركات موسكو سواء اتفقت معهم ام لا سرعت من وقف اطلاق النار واطلاق العملية السلمية بغية الوصول الى الحل الامثل للسوريين وقالت الصحيفة ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استطاع ان يقدم بلاده كقوة عظمى لا يمكن تجاهلها ابدا من قبل الولايات المتحدة الامريكية و أوروبا خاصة بعد ازمتي اوكرانيا وسورية فضلا على ان شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تزداد يوما بعد يوم داخل روسيا كلما حقق نصرا على الولايات المتحدة الامريكية وهذا بالطبع ما يريده الروس ويريده بوتين شخصيا ان يهز عرش امريكا كما رأت الصحيفة ان هذا الانسحاب سمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين القول ان روسيا حققت هدفين رئيسين في سورية اولهما هو الحفاظ على وحدة الاراضي السورية ودعم الجيش السوري والوقوف في وجه تنظيم داعش الارهابي والحيلولة دون تمدده اكثر وثانيهما هو منع الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الاوروبيين وتركيا من اقامة منطقة عازلة في شمال سورية يمكن استغلالها فيما بعد كمنطقة امنة للميليشيات المسلحة المقاتلة في سورية والمدعومة من الغرب خاصة بعد نشر صواريخ اس400 المضادة للطائرات فدخول روسيا على الخط في سورية منع الغرب وامريكا من التدخل العسكري في سورية حيث اصبح تدخلهما في سورية مستحيلا من الناحيتين العسكرية والسياسية . |
|