|
رؤيـــــة لامكان فيها ليهوذا الاسخريوطي وملعونة فيها يدا أبي لهب, هي الشام التي تصحو وتنام على ترانيم هدير الحمام مابين أجراس الكنائس ومآذن المساجد, هي مدارات العقل المنفتح على كل الشرائع والحضارات, منها خرجت لغة الضاد مجللة بعقول أعمدتها الكبار من كتاّب وأدباء ومفكرين... ماذا نقول يا دمشق وماذا نضيف ؟ ماذا نقول عن وطننا الذي لايشبه وطناً آخر؟ ماذا نقول عن حكاية الإرادة والصمود؟ نعم... ها هو وطننا يحتفل بعيد الملاحم البطولية «عيد الجلاء» المنعطف الهام في تاريخ سورية المعاصر, والذي جاء نتاجاً لرحلة نضال شاق خاضه رجال الثورة السورية (صالح العلي وإبراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش وأحمد مريود...) الثوار الذين رووا بدمائهم أرض سورية المقدسة, ليثبتوا للعدو أنهم لن يستطيعوا الدخول إلى أرضهم إلّا بالمرور على جثثهم. ها هو وطننا على مرّ الأزمان يقدم للعالم دروساً كيف تكون الأوطان, كيف هي العروبة التي قرأناها منذ الطفولة درباً طويلاً, كيف هو التحدي والصمود, كيف تتصدع المؤامرات على صخور قاسيون, الشامخ بالعز والكبرياء... نقف اليوم بين نقطتين لامعتين, ذكرى الماضي والثمن الغالي الذي دفعناه لاستقلالنا... والأمل بالمستقبل, فمن نظر إلى ماضيه لن يخشى على المستقبل, فالتاريخ من صنع رجالاتنا. |
|