|
شباب فبادروا دونما إيعاز و شمروا عن سواعدهم النابضة بالحيوية و النشاط، أخلصوا النوايا و وثقوا بأنفسهم، وضعوا أفكارهم موضع التنفيذ وصولاً إلى الفعل التطوعي الحقيقي على أرض الواقع، فكانوا سنداً للمهجرين و اليتامى والثكالى، و توالت المبادرات الشبابية على مساحة القطر بأفكار متميزة و عناوين من وحي الأزمة فكانت بصمة شباب سورية و شفا و علمني و لعيونك يا شهبا و لبلدي و خبز و ملح، و غيرها الكثير من المبادرات التي بلسمت الجراح و رممت البيوت المتضررة، في تعبير متميز عن الانتماء للوطن والتمسك بثوابت الوحدة الوطنية والحفاظ على النسيج الاجتماعي السوري المتنوع و الجميل.. نشاط متميز للشباب السوري برز على السطح منذ أكثر من عام لامس الأزمة و الأحداث الأليمة التي تشهدها سورية في مشاركة فعالة بالتنمية، هذا ما سلطت عليه الضوء ندوة الثلاثاء الاجتماعي الحوارية في قسم علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة دمشق والتي حملت عنوان «الشباب و العمل الاجتماعي التطوعي»، و ذلك بحضور عدد من الأساتذة و الطلاب، تناولت ضرورات العمل التطوعي خلال هذه الفترة و عوامل نجاحه لتحقيق النتائج المرجوة. من خيري إلى تنموي الدكتورة اسعاف حمد – اختصاص تنمية بشرية، مدرسة في قسم علم الاجتماع جامعة دمشق رأت بالعمل التطوعي قيمة إنسانية كبرى تتجسد في سلوك حضاري يعبر عن انتماء الفرد لمجتمعه و شعوره بالمسؤولية تجاه قضاياه المختلفة، كما أنه يمثل رافداً أساسياً للتنمية الشاملة، فقد أثبتت التجارب أن الحكومات سواء في الدول المتقدمة أم النامية لم تعد قادرة بمفردها على سد احتياجات أفرادها و مجتمعاتها، لذا لا بد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية و مساندة لها و هو ما يعرف بالقطاع الأهلي الذي يشكل العمل التطوعي العمود الفقري فيه، وأضافت بالقول : لقد شهد العمل التطوعي عدة تطورات في مفهومه و وسائله و مرتكزاته، وذلك بفعل التغيرات التي طرأت على الاحتياجات الاجتماعية ما ساهم بنقل العمل بانتقال العمل التطوعي من المجال الخيري إلى المجال التنموي. الحماس و الانتماء عدة عوامل تسهم في نجاح العمل التطوعي أشارت إليها د. حمد في معرض حديثها، من أهمها المورد البشري فكلما كان المورد البشري متحمساً للقضايا الاجتماعية و مدركاً لأبعاد العمل الاجتماعي أتى العمل التطوعي بنتائج إيجابية لذلك يمكن القول بأن الشباب هم عماد المورد البشري الممارس للعمل الاجتماعي التطوعي لما يتسمون به من الفعالية و الحركة و التجديد و التطوير، فالحماس و الدينامية و الانتماء للمجتمع يسهم بدعم و مساندة التطوع والرقي بمستواه، فضلاً عن كونه يطور مهاراتهم وقدراتهم و يعمق خبراتهم و يصقل تجاربهم، من خلال إتاحة الفرصة لهم للتعبير عن آرائهم و أفكارهم في القضايا العامة و توفير الفرصة للمشاركة في اتخاذ القرارات، ولتحقيق النتائج المرجوة من العمل التطوعي الفردي المتسم بالتلقائية كان لا بد من تنظيمه بالقوانين التي تحدد قطاعاته و تضبط إشاء و عمل المؤسسات العاملة في مجاله، كما تم تنظيمه بالمؤسسات الحكومية و الأهلية التي يستطيع الشباب من خلالها المشاركة في البرامج التطوعية كالمدارس و الجامعات و الوزارات أو الجمعيات والنوادي و الهيئات الثقافية. ثقافة دائمة و ليست طارئة و قد أكد المشاركون في الندوة على أهمية تشجيع العمل التطوعي و الاستفادة من الطاقات الشابة في مجتمعنا الفتي، و النظر إلى الشباب على أنهم حقيقة اجتماعية أكثر من كونهم حقيقة بيولوجية فقط، و التأكيد على ضرورة أن يكون العمل التطوعي ثقافة دائمة و ليس فقط عمل طوارئ وقت الأزمات. |
|