تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الوقوف معهم

شباب
الأحد 21-4-2013
 لينا ديوب

فرضت الأزمة التي تعيشها بلادنا حياة جديدة على الناس جميعا، يشوبها الخوف والحذر، وخاصة مع ضرب الارهابيين لقذائف الهاون بشكل عشوائي، ما انعكس على حركة الشباب ونشاطهم،

وخاصة المراهقين منهم فانعكفوا في البيوت، فكان الانترنت وعالمه وكذلك التلفزيون بديلا وتعويضا عن الحياة الحيوية المفقودة بسبب الأحداث. والسؤال هنا هل يجب تركهم لهذا العالم الافتراضي أم منعهم؟ ان اهتمامنا بشبابنا خاصة اليافعين منهم يجب أن لا يجعلنا نسلط عليهم المنع والخوف لأن هذه المرحلة العمرية هي التي تبدأ عندها مكونات الشخصية لدى الشاب اليافع بالبروز والتبلور لتكتمل معالمها في نهاية هذه المرحلة، مما يفرض علينا نحن الأهل أن نوليها العناية الخاصة، والتي بقدر ما هي مسؤولية الأهل الواعين الذين يدركون أن أبناءهم أكثر تأثراً بمحيطهم وما يدور فيه، بل وبسبب وسائط الاتصال ووسائل الاعلام التي نخشى عليهم منها وأنهم أصبحوا منشدّين إلى دوائر عالمية أوسع تضغط على الكثيرين منهم وتفرض عليهم أنماط تفكير وسلوك هي غالباً غير مألوفة لنا وربما غير سليمة. لذا علينا البقاء قريبين منهم في هذا العالم الافتراضي دون منعهم والبقاء على حوار دائم معهم حول أي جديد يتعلقون به سواء كنا مقتنعين به أم رافضين له، لأنهم وبسبب طبيعة المرحلة العمرية يتقبلون كل ما هو جديد وغريب ويرفضون تدخل الأهل، وماعلينا الا الوقوف الى جانبهم حتى تمر هذه الأزمة وتعود الحياة الى طبيعتها والأنشطة، وعندها تكون المؤسسات الأخرى في المجتمع بانتظار اليافعين لمشاركتهم في حياتهم وأنشطتهم واهتماماتهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية