|
أروقة محلية ونحن عندما نقول عنه إنه الأشمل والأعم كونه تضمن فيما تضمن العفو عن الغالبية العظمى من الجرائم بمختلف أنواعها ومسمياتها بدءاً بأشد الجنايات المعاقب عليها بالإعدام والجنح وصولاً إلى المخالفات البسيطة، ناهيك عن كونه أخذ بالحسبان تدابير الإصلاح والرعاية للإحداث في الجنح وملامسته للجوانب الإنسانية وخاصة فيما يتعلق بالمرضى والمسنين من الملاحقين جزائياً. وعندما نشير إلى التسامح الاجتماعي الذي تضمنه هذا المرسوم، إنما نشير إلى تلك الصفة التي يتصف فيها السوريون منذ آلاف السنين وهي حبهم لبعضهم بغض النظر عن تنوع شرائحهم الاجتماعية، ناهيك كون هذا المرسوم سيعيد الحياة إلى آلاف الأسر التي ابتعد عنها أبناؤها نتيجة ارتكابهم أخطاء إما بحق وطنهم أو مجتمعهم، لكن كما قلنا إن هذا المرسوم فتح أبواب التوبة لكل من ارتكب فعلاً يعاقب عليه ليعود إلى أخذ دوره في بناء مجتمعه ووطنه، هذا بالإضافة إلى أن الوطن بحاجة إلى كل أبنائه المخلصين الذين لم يرتموا بأحضان الخارج ولم يتآمروا على تدميره، ولاسيما أن مرسوم العفو يأتي في مناسبة غالية على قلوب كل السوريين هي مناسبة الجلاء... جلاء المستعمر عن أرض الوطن، وبطبيعة الحال هذا الجلاء لم يكن منجزاً لولا التضحيات الجسام التي قدمها الآباء والأجداد، ونحن ننظر اليوم إلى اليوم الذي تنجلي فيه عن أرض سوريتنا الحبيبة تلك الغيمة التي أرادها لها أعداء سورية.. هذه الغيمة أريد من خلالها سرقة استقلالنا المنجز كما قلنا بدماء الشهداء، لكن على ما يبدو أن هؤلاء الأعداء لم يجيدوا قراءة التاريخ السوري، هذا التاريخ الذي يقدم قراءة حقيقية لما يتصف به السوريون عبر المراحل التي مروا بها بدءاً من بداية الاحتلال العثماني ومقاومته وصولاً إلى الاحتلال الفرنسي وطرده، واليوم السوريون يواجهون حرباً حقيقية يراد منها الإجهاض على الاستقلال الناجز الذي قدم من أجله السوريون دماء زكية طاهرة، ولذلك لن يسمحوا لأي مستعمر جديد أن يسرق استقلالهم مهما كلفهم ذلك من تضحيات. نعود لنقول: إن مرسوم العفو يشكل في مواده فرصة لمن ضلوا الطريق أن يعودوا إلى جادة الصواب ويمارسوا حياتهم الطبيعية، ناهيك كونه أيضاً أي مرسوم العفو يفتح نافذة جديدة أمام الخارجين عن القانون وارتكبوا أفعالاً بحق الأفراد والدولة كي يعودوا أيضاً إلى جادة الصواب وينخرطوا في المجتمع يشاركون في بناء مجتمعهم ودولتهم التي هي الأم الحنون لكل أبنائها. |
|