|
القاهرة هم من يتحمل مسؤولية العنف التي شهدتها التظاهرات الأخيرة تحت مسمى «تطهير القضاء» والتي أسفرت عن إصابة 82 شخصا بجروح جراء الاشتباكات التي وقعت بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب معارضة، المسؤولون اتهموا الحكومة المصرية بأنها توفر الغطاء السياسي لأحداث العنف من خلال تنظيم هكذا تظاهرات وذلك لتمرير قانون السلطة القضائية الذي يهدف إلى أخونة القضاء وإحداث أعمال عنف لإلهاء الشعب عن مذبحة القضاء التي تنوي الجماعة القيام بها . واستخدمت في هذه الاحتجاجات العنيفة الحجارة وزجاجات المولوتوف كما أطلقت قنابل دخان يدوية الصنع وسمع دوى طلقات خرطوش كانت قد اندلعت عندما توجه أنصار للإخوان المسلمين في مظاهرة باتجاه ميدان التحرير فتحرك المتظاهرون المعارضون المتواجدون في ميدان التحرير نحوهم واشتبك الطرفان فى ميدان عبد المنعم رياض الواقع فى منتصف الطريق بين دار القضاء العالي وميدان التحرير. وبعد قرابة ساعة من بدء الاشتباكات تقدمت ثلاث مدرعات تابعة للشرطة المصرية من بين صفوف متظاهري جماعة الإخوان واتجهت إلى ميدان عبد المنعم رياض ثم إلى ميدان التحرير وأطلقت قنابل مسيلة للدموع ما أرغم المتظاهرين المعارضين على التراجع وتبعهم أنصار الإخوان لتدور الاشتباكات بين الطرفين في ميدان التحرير، وبالتوازي مع ما حصل في مدينة الإسكندرية فقد سجلت مواجهات وتراشق بالحجارة بين أنصار الإخوان المسلمين ومتظاهرين من المعارضة أسفرت عن 12 جريحا على الأقل وكان الشيخ محمد عبد الله نصر خطيب ميدان التحرير بالقاهرة دعا الشعب المصري إلى التبروء من جماعة الإخوان المسلمين مشيرا إلى أن الإخوان يريدون استدراج الشعب إلى معارك مع القضاء والجيش. ومع تواصل الاستنكار من سياسة الاخوان المسلمين أدان مجلس ادارة نادي قضاة مصر الهجمة التي تعرض لها القضاة والسلطة القضائية عبر حصار مبنى دار القضاء الأعلى من قبل انصار جماعة الاخوان المسلمين مؤكدا أن قضاة مصر أصيبوا بالصدمة والدهشة جراء هذه الهجمة عليهم. واعتبر المجلس أن الهجمة التي يتعرض لها القضاة والسلطة القضائية تجلت في أدنى صورها بمحاصرة مبنى دار القضاء العالي رمز العدالة ونادي قضاة مصر اضافة لاجراءات تعسفية وانتقامية ضد القضاء والقضاة. وأكد مجلس ادارة نادي القضاة أن قضاة مصر حماة الشرعية كان مطلبهم منذ سنوات تعديل قانون السلطة القضائية بما من شأنه دعم استقلال القضاء على النحو الذي يكفل حماية حقوق وحريات المواطنين وصونا للقضاء كحصن وملاذ لهم. ومع تزايد المخاوف من أن تطرف سياسة الإخوان المسلمين في إقصاء الآخر أكد البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، أن العمل الجماعي لتنمية البلاد يحتاج إلى الاهتمام بالفكر المعتدل والالتفاف حول مؤسستي الأزهر والكنيسة وإبعاد الدين عن السياسة، لافتا إلى أن مصر ستظل بخير طالما أن الأزهر والكنيسة فيها بخير. وأضاف «المصريون شعب متدين بطبيعته ومحب جدا للدين، والأديان تتوافق في معاني كثيرة ولا تتطابق وفي مصر لا تستطيع أن تميز المسلم من المسيحي، فجميع الأديان عاشت على أرض مصر في صورتها المعتدلة ولم تعرف عبر تاريخها أي شكل من أشكال التطرف، وذلك نتيجة للصورة المعتدلة لجغرافية مصر التي قامت على الأرض والنهر والإنسان وأصبحت تشكل ثقافة المصريين جميعا». في سياق منفصل اصيب الرئيس المصري السابق حسنى مبارك بحالة انهيار صحي مفاجئ أثناء مناقشة المحكمة له في طلب التظلم من قرار الحبس الصادرضده جاء ذلك نتيجة ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم بعد انفعاله أثناء مناقشته من قبل المحكمة في قضايا فساد مالي قبل أن يسمح القاضي لنجله جمال مبارك بتهدئته. وكانت محكمة استئناف شمال القاهرة قد قررت إخلاء سبيل مبارك في قضية الكسب غير المشروع مع بقائه في السجن على ذمة قضايا أخرى. |
|