تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أسرى سجن مجدو يرفضون نقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية.. أجساد غضة تئن تحت وطأة السجان.. الأطفال الفلسطينيون أهداف دائمة الاحتلال الإسرائيلي

فلسطين المحتلة
وكالات - سانا - الثورة
أخبار
الأحد 21-4-2013
أرجوك لا تعتقلني اليوم لأنّ عندي امتحاناً في المدرسة ويمكنك بالتالي أن تعتقلني غداً، هذا رجاء فتى فلسطيني أطلقَه لمحتلي أرضه كي يتركوه يذهب إلى مدرسته، وليفعلوا بعد ذلك ما يشاؤون،

موقف يندى له الجبين إلا ضمير المحتل الذي تغاضى عن رجاء الفتى فاعتقله معصوب العينين مكبل اليدين على مرأى من والدته وعلى وقع صراخها.‏

حادثة الفتى أحمد تختصر الحكاية، حكاية آلاف الفلسطينيين الذين يعانون من ظلم المحتل وتسلط الضوء على معاناة شعب سلبت ارضه وحريته، لعل مدّعو الإنسانية وحقوق الإنسان والطفل في العالم يلقون طرفة عين على انتهاكات إسرائيل.‏

وقال المستشار القانوني للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال خالد قزمار لقناة الميادين «إن حكاية أحمد تتكرر يومياً وربما أكثر من مرة في اليوم نفسه» معتبراً أن الهدوء الذي ظهر به الجنود الإسرائيليون هو بسبب وجود إعلام وأن هؤلاء عادة ما يظهرون نوعاً من العنف والشراسة أكثر.‏

وأضاف قزمار إن «المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى بضرورة التدخل لوضع حدّ لمثل هذه الانتهاكات التي لا يمكن وضع حدّ لها طالما بقي الاحتلال» داعياً مجلس الأمن إلى أن يتحمل المسؤولية وينشط للقضية الفلسطينية التي دامت أكثر من ستين عاماً».‏

حكاية احمد تنطبق ايضاً على ما حصل مع عائلة فخري طقاطقة عندما اقتحم جنود اسرائيليون بعد منتصف الليل وبينما كانت العائلة غارقة في النوم في منزلها وانقضوا على مجد ذي ال 15عاما وانتزعوه من فراشه وأشبعوه ضرباً، ولم تشفع له صرخات والدته وإخوته ولم يسمحوا له بارتداء معطفه واقتادوه في جيبهم العسكري إلى مكان مجهول.‏

والطفل مجد طقاطقة من بيت فجار ببيت لحم جنوب الضفة الغربية اعتقله جنود الاحتلال منتصف آذار الماضي بوحشية دون مبالاة للصرخات‏

وبعد أيام من بحث أهل الطفل وتوكيلهم لمحام أبلغت محكمة الاحتلال العسكرية أن ابنهم متهم بإطلاق النار على مستوطنة مجدال عوز جنوب الضفة الأمر الذي شكل صدمة لأهله وللمحامي واعتبروه تهمة ملفقة لا يمكن لطفل في عمره أن يرتكبها.‏

هذه مجرد قصة من قصص 321 طفلا فلسطينيا في سجون الاحتلال الإسرائيلي بينهم 11 طفلة يتعرضون لشتى أشكال التعذيب والقمع والتنكيل والإهمال الطبي ويعيشون في حالة رعب وخوف دائمين بسبب الاعتداءات الوحشية التي يتعرضون لها على أيدي السجانين الصهاينة حيث يجبر المحققون الأطفال على الاعتراف تحت ضغط التعذيب الوحشي من ضرب وعزل وتنكيل بالإضافة إلى ممارسة ضغوط نفسية مذلة على الطفل.‏

تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونسيف تفيد أن الاحتلال الإسرائيلي يعتقل ويحتجز سنويا نحو 700 طفل فلسطيني أعمارهم ما بين 12 إلى 17 عاما ويمارس تعذيباً جسدياً ونفسياً بحقهم ويسيء معاملتهم بعصب أعينهم وتكبيل أيديهم بقيود بلاستيكية بالإضافة إلى انتزاع الاعترافات بالإكراه وعدم تمكينهم من الوصول لمحام أو أفراد من العائلة أثناء الاستجواب ونقص المياه والغذاء أو حتى إمكانية استخدام المراحيض.‏

و لا تكتفي سلطات الاحتلال بهذا بل تعمد إلى زج الأطفال الأسرى مع عصابات المخدرات والقتلة والمغتصبين والمدمنين وهو ما يشكل تهديدا لحياتهم وخاصة بعد أن قام السجناء الجنائيون بالاعتداء على الأطفال بالشفرات الحادة وتهديد بعضهم بالاغتصاب والتحرش الجنسي.‏

وأفاد تقرير صدر مؤخرا عن دائرة الطفولة والشباب في وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن 4 % من الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال معتقلون دون تهم محددة و3 % من الإناث و64 % من الأطفال الأسرى و56 % من الأطفال محتجزون في سجون داخل الكيان الصهيوني و27 % من الأطفال الأسرى من منطقة نابلس فقط علما أن أكثر من 450 أسيرا كانوا أطفالا لحظة اعتقالهم وتجاوزوا سن 18 عاما ولا يزالون في الأسر حتى الآن.‏

وتصل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال الفلسطينيين إلى حد اعتقال المعاقين منهم حيث هاجم جنود الاحتلال الطفل الأبكم عمر ثوابتة واعتقلوه بتهمة طعن جندي بالقرب من مستوطنة عتصيون القريبة من قرية بيت فجار.‏

ووفقا لإفادات الأطفال الأسرى فإن سلطات وإدارات السجون ترفض إخراج الأطفال المرضى إلى عيادات السجن حتى إن أخرجتهم فإنهم يتعرضون للضرب والشتائم والمضايقات حتى من الأطباء والممرضين كذلك فإن إدارات السجون لا توفر طبيبا مقيما بشكل دائم في عيادة السجن كما لا تزال سلطات الاحتلال تماطل وأحيانا ترفض إجراء عمليات جراحية للأطفال المصابين بأمراض تستدعي عمليات جراحية فورية.‏

وتفيد إحصائيات وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية أن نحو 40 % من الأمراض التي يعاني منها الأطفال الأسرى هي ناتجة عن ظروف اعتقالهم غير الصحية وعن نوعية الأكل المقدم لهم وناتجة عن انعدام النظافة.‏

قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال اصبحت مورد دخل دائم من خلال سياسة فرض غرامات مالية جائرة وباهظة عليهم وتحولت قاعات المحاكم العسكرية الصهيونية إلى سوق لابتزاز ونهب الأسرى وذويهم الأمر الذي أرهق كاهل عائلاتهم في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في الأراضي الفلسطينية حيث أن أغلبية الأسرى يحكم عليهم بدفع غرامات مالية مصحوبة بأحكام بالسجن في المحاكم العسكرية الصهيونية وخاصة في محكمتي عوفر وسالم العسكريتين.‏

واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الحالي 207 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 17 عاماً وأكثر من سبعين منهم اعتقلوا بذريعة رشقهم الحجارة باتجاه سيارات المستوطنين.‏

الاحتلال يغلق بلدة كفر قدوم‏

وتواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي سياساتها وممارساتها اليومية التعسفية بحق الشعب الفلسطيني بغرض النيل من عزيمته والتأثير على مقاومته للاحتلال.‏

وفي هذا الاطار اعلنت سلطات الاحتلال بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية منطقة عسكرية مغلقة يحظر على غير ساكنيها الدخول اليها، بعد أن داهمت البلدة ونصبت حاجزا على مدخلها الوحيد وجابت دوريات الاحتلال شوارع البلدة معلنة عن اغلاقها.‏

وفي بيت لحم بالضفة الغربية سلمت قوات الاحتلال الاسرائيلي شابا من قرية حوسان غرب بيت لحم استدعاء لمراجعة مخابراتها.‏

في ملف الاسرى في سجون الاحتلال أفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الاسرى والمحررين أن أسرى سجن مجدو وخاصة المرضى منهم اتخذوا قرارا برفض نقلهم الى المستشفيات الاسرائيلية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية