تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محاضــــرة...بالحـــــب تســــتمر الحيــــاة...

مجتمع
الثلاثاء6-1-2015
علاء الدين محمد

موضوع الكنة والحماة موضوع شائك ومعقد لذا من البساطة بمكان أن نعتقد أن الباحث أو الكاتب يستطيع أن يظهر جوانبه المتعددة ويقدم حلاً لعقده المخيفة، ويحيط بتفاصيله مهما اطلع على تجارب وقرأ من قصص وحكايا حول هذا الموضوع فالسيدة بشكل عام مهما كانت دمثة ومرنة وطويلة بال ولديها من الجمالية الروحية والقيم الأخلاقية الكثير الكثير..

تحب أن يشاركها أحد في ترتيب وتنظيم وإدارة بيتها، الكنة تحب الاستقلالية والسيادة وحرية الحركة مع زوجها دون أن تتدحرج نظرات الحما على كل شاردة وواردة،لذا الإشكال بينهما أزلي وسيستمر فإذا كان من تهادن وتساكن بين الحما والكنة، فإنه يكون على حساب طرف دون آخر والتائه بينهما هو الزوج ، والمفارقة الغريبة هو أن الحما تعتبر أن الكنة سرقت منها ابنها بعد أن تعبت وربت وعانت من أجله وعندما أصبح ثمرة قطفته امرأة أخرى على البارد المستريح بينما المرأة الزوجة تعتبر أن الزوج هو ملكها لوحدها ولايحق لالحماتها ولا لغيرها الاملاء عليه وخاصة فيما يتعلق بطريقة تعاملهما وأسلوب حياتهما والزوجة تعتقد أن ولادة حبها لزوجها لاتقل أهمية عن ولادة أمه له لا بالمعاناة ولابالأمل ولا بالحب ولا بأي شيءآخر لقد أسهبنا في هذه المقدمة لأننا حضرنا محاضرة في ثقافي الميدان بعنوان- الكنة والحما- واقتصرت الباحثة نجاح العرنجي على الأمنيات والتمنيات لكل من الكنة والحما.‏

وهي في الحقيقة أقرب إلى توصيات فهاهي تخاطب الحماية وتقول لها كنت أماً قبل أن تأتيك الكنة، وكنت كنة قبل مجيىء الكنه، وكنت زوجة أيضاً، فما نتمنى أن تقومي به حيال الكنة أن يكون بالمثل من قبل الكنة بالتالي أنت الأم الواعية التي دخلت إلى عائلتها صبية جديدة ربما في السلوك والعادات فكوني عوناً لها وساعديها على التأقلم والانسجام مع العائلة ككل، ولاتتدخلي إلا إذا استدعت الحاجة في حياة ابنك أو ابنتك الزوجة، والأفضل من ذلك دعيهم حتى يطلبوا منك العون والتدخل، وأضافت الباحثة أن على الحماية التودد من الكنة بأمور بسيطة، وغض الطرف عن الأفعال والسلوكيات الثانوية التي لاتشكل ثقلاً على كاهل الأسرة ككل، وحتى إذا أخطأت في بعض المواقف فعلى الحماية أن تستوعب وأن تقدم النصح والإرشاد ولاتقابل الفعل بردة فعل عنيفة قد لايحمد عقباها وبقدر ماتكون الحماية مرنة في التعامل مع كنتها بقدر ماتكون الحياة أبسط وأسهل وهذا كله في النتيجة لصالح الابن وصالح الأسرة ككل. لذلك من الخطأ بمكان أن تمتعض الحما من الكنة لأسباب قد تتعلق باللباس بالديكور وبالمكياج بتمييش الشعر..‏

عليها أن تظهر أريحيتها بذلك حتى لو لم يعجبها شيء مما ذكرنا وعليك أيتها الحماية أن تكوني دائماً المبادرة سواء بالزيارة أو بالاتصال أو بتقديم هدية رمزية لأن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على سعة الصدر على الكبر على القدرة على الاحتواء.‏

أمنيات ..‏

أما مايترتب على الكنة تجاه حماتها بينتها الباحثة بهذا المثل الشعبي (حط أصبعتك بعينك مثل بتوجعك بتوجع غيرك).‏

وأوصت الكنة أن تتذكر دوماً أن حماتها هي أمها، وأمها هي حماية فمثلما تحبي أن تعامل زوجة أخيك أمك عاملي حماتك، لذلك من اللياقة بمكان أن تعامليها معاملة حسنة وأن تقبليها عند القدوم والمغادرة ولاتكوني سبباً للكراهية والانشقاق بين زوجك وأمه... حاولي دائماً تقريب المسافات حتى لولم تكن حماتك على علاقة جيدة معك الأيام ستنصفك وعملك هو رصيدك وكما يقال الحياة دين ووفا.. وكما تدين تدان. لهذا يجب أن يكون لسانك ليناً تجاهها وتذكري دائماً أنها مخلوق مثلك تغضب وتفرح تجنبي الكره والمناكفة، وتذكري دائماً أنها هي من أنجبت وربت ورعت الزوج الذي تحبينه..لذا إذا لم يكن من أجلها فهو من أجل من تحبي، فكلما كانت الحياة رغيدة هانئة كان عطاء الزوج أوفر فالحياة لاتستمر دون مسامحة وغفران لمن يخطىء معنا بالحب والتفاهم والتغاضي عن الصغائر نستمر ونعمر بيوتنا..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية