|
مجتمع وإذا كان الحديث عن المرأة بهذه المساحة فهي بصراحة لاتختصر بعنوان من هذه العناوين فالوطن صفة مطلقة من صفات القداسة الأم هي النعمة الأساس في العطاء والأرض هي صاحبة الفضل الأكبر على المرء والإنسان من بني البشر عندما قبلته في أديمها وأعطت من خيراتها كل مايريد أكان شاكراً أم جاحداً.. المرأة حياة فهي أخت الرجل زوجته، صديقته، رفيقته، أمه، زميلته. المرأة جنة عندما تكون صالحة ومربية فاضلة تحض على القيم والأخلاق والايثار ومساعدة الآخر.. كما السنديان وفي حضرة المرأة العربية السورية يكاد الكلام يهرب إذا ماأردنا إنصافها ولو بشيء يسير مما تستحق.. فنحن أمام مدرسة حقيقية لها من الأصالة والرزانة مايكفي من المعين الذي لاينضب وحين ذكرها لابد من كلمة حب وتقدير واحترام وإجلال لقامة المرأة السورية وفي مقدمتها المرأة الأم الحاضن الحقيقي للدفء العاطفي والاستقرار الاجتماعي والمحرض الاقتصادي والمدير المهني في المنزل وخارجه. فالمرأة السورية الوفية لقضاياها المجتمعية تبقى متجذرة في النفس والوجدان كما السنديان والجبال الراسيات حيث قدمت أجمل وأصدق لوحة واضحة المعاني وهي تتحدى ظروف الواقع وتصرخ بقوة الواثق وليس الخائف عندما أعلت في اعتباراتها أولوية الهم الوطني وكانت حاضرة بالقول والفعل في كل مكان يحتاجه صمود الوطن في الداخل والخارج. وجدناها داعمة للمبادرات التي أخذت أشكالاً متعددة وأول من انبرى لدعم الليرة السورية حيث الانطلاقة كانت من محافظة طرطوس في بداية اندلاع الأزمة. أكثر توازناً هذه المرأة الواعية جعلتنا وعلى الأقل بنات جنسها أن نكون أكثر توازنا وتصالحا مع أنفسنا وذواتنا وخاصة الأم السورية الشامخة المتعالية على كل مآسيها وجراحها.. والتي جعلت من دموعها النقية إشارات رصاص تخترق صدر الآخر ممن حاول قهرها وظلمها وتعذيبها وتهجيرها وهنا يحضرني صورة ومشهد لأم سورية حيث أخبرها أحد الأقرباء باستشهاد زوجها الضابط في أرض الميدان في إحدى المناطق السورية فما كان منها إلا أن طلبت على الفور من الأهل والأصدقاء والأقرباء.. أن لاأحد يخبر ابنها الشاب وابنتها الشابة أثناء تقديم فحص الثانوية العامة لأن حلم الأب الشهيد أن يرى أبناءه في عداد المتفوقين خبأت هذه السيدة الفاضلة عبرتها وأخفت حزنها ووجعها إلى حين انتهاء تقديم المواد الامتحانية عندها صرخت بأعلى الصوت وهي المصدومة بكل هذا المصاب الجلل.. أنتم اليوم أبناء الشهيد الذي غاب عن عيونكم مايقارب العام.. أي أم هذه السيدة وأي مربية تلك الفاضلة الصابرة التي أبت إلا تكمل المشوار على طريقتها وتحقيق حلم زوجها البطل. بالعلم والتفوق والنجاح والعمل الدؤوب وقس على ذلك الكثير الكثير من القصص والروايات التي تكاد لاتصدق. وبالتالي من هنا يبدأ دور المرأة في بناء المجتمع ومنزلها وأسرتها من محيطها ومساحة عملها.. فعندما تجيد الإدارة في المنزل وفق الظروف والمعطيات والقدرات المادية لاشك أنها تجيد فعل الريادة في بناء المجتمع لاسيما وأن رعاية الأولاد يتطلب وقتا وجهداً كبيرين. لكن يبقى حسن التنظيم واستثمار الوقت والتكيف والتأقلم مع الأوضاع المادية وتسخيرها بما يلائم الدوافع والأسباب ويجعل الأمور في بيان ووضوح كاملين.. ت : ذياد فلاح |
|