|
متابعات سياسية فرئيس هذه الإدارة لم يستطع حلَ أزمة بلاده المالية وكان عماد دخلها القومي هو تجارة السلاح الذي يذهب إلى الإرهابيين بالدرجة الأولى، فحسب موقع غلوبال ريسرش ووسائل إعلام غربية أن الاستخبارات الأميركية هي التي سلمت صواريخ تاو إلى جماعات تنظيم القاعدة التي تلقت التدريب اللازم على استخدامها، والإعلام الأميركي تكتم على الأمر بل أنكره بينما واشنطن لم تنبس ببنت شفة. سيسعى أوباما للهروب إلى الأمام عبر الحروب، للتمويه على مشكلاته الداخلية في مثل أحداث فرغسون وفشله في إصلاحات الصحة العامة ومشكلة المهاجرين، والحد من العنصرية، وسيمضي بقية ولايته في الخطب الجوفاء وتأجيج الصراعات مرغماً على الإذعان لقوة المجمعات المالية والنفطية والعسكرية ونوادي المال التي تتحكم بها إيباك والماسونية. وسينتظر من التيارات الوهابية والإخوانية والصهيونية أن تستمرّ في تجنيد آلاف الإرهابيين الذين من شأنهم أن يهددوا الأمن والسلام العالميين، بل سيستمر في دعم إرهابيي القاعدة سياسياً ومالياً وإطالة عمر الإرهاب لإضعاف الدولة السورية وجيشها، ولا ضير عند أوباما أن يرى البلدان الراعية للإرهاب مثل السعودية وقطر وتركيا تتنازع فيما بينها عبر اقتتال مجموعاتها الإرهابية بعضها مع بعض، لأن هذا الاقتتال سيجعلها تنفق عليها أكثر، وستجلب إرهابيين أكثر إلى سورية من خلال تورط مستدام لها في دعم الإرهاب، ثم ترشيحها لتكون أكباش محرقة عند الضرورة، وهذا ما يخيف حكام السعودية المصرّين على إسقاط الدولة السورية بالتنسيق مع الكيان الصهيوني الذي لا ينفك كبار مسؤوليه يؤكدون وجود علاقات إسرائيلية غير معلنة مع دول الخليج، ويداوون جرحى الإرهابيين في مشافيهم. مع العلم بأن العالم على قناعة أن الإرهابيين وداعميهم يشكلون خطراً على كل دول المنطقة وأن المجموعات الإرهابية ورعاتها ومموليها ارتكبوا كل أنواع الجرائم التي نصت عليها القوانين الدولية ولا سيما الواردة في ميثاق محكمة الجزاء الدولية من الجرائم ضد الإنسانية إلى الجرائم ضد السلام وجرائم حرب. وفي الوقت الذي يرى فيه الدبلوماسي الأميركي السابق في مصر فرانك ويزنر أن مفتاح الحل السياسي في سورية هو التعاون بين الحكومة السورية و ما يسميه المعارضة المعتدلة ضد التنظيمات الإرهابية، فإن إدارة أوباما تسابق الزمن لإيجاد آلية لشن عملية عسكرية برية بدعم مالي من بلدان خليجية، بذريعة طرد داعش في سعي محموم لتفتيت سورية ثم تمكين عملائها من حكم المناطق التي اجتاحتها، ورسم خرائط جديدة في العراق وسورية، فلمّا فشل تنظيم داعش في تنفيذ المخطط المرسوم له أميركياً خلال السنوات الماضية، جنحت واشنطن إلى خطة جديدة تلوح في الأفق قد تتهور بتطبيقها، ليتحول هذا التنظيم من مطية تنفذ الخطط الأميركية إلى ذريعة لشن هجوم بري ضد الجيش العربي السوري، وثمة مصادر إقليمية تؤكد أن الاتصالات السرية بين الأردن وداعش حول الطيار الأردني الأسير لدى هذا التنظيم الإرهابي هي من أجل الحصول على بنك أهداف سورية لا من أجل الطيار. وفي الظاهر تنسق واشنطن مع المبعوث الدولي عن طريق مجلس أمنها الوطني من خلال مدير برنامج الشرق الأوسط وافريقية، روبرت مالاي، وهو الشخص الذي حضر المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، والتي تركزت على ما يدور في «الشرق الأوسط» أكثر من تركيزها على النووي في إيران. ومع أن مالاي ميّال للحل السياسي في سورية فإن هذا لا يؤشر بالضرورة إلى أن ثمة انعطافة أميركية. وربما يحضر مالاي لقاء موسكو التشاوري التمهيدي في 26 كانون الثاني، وربما يحمل في ذهنه أفكاراً لا تناسب صقور أميركا، رغم أن روسيا تشجع واشنطن على التعاون معها في حل مشكلات المنطقة، وإيجاد حل سياسي في سورية. |
|