|
ثقافة مهما بلغت درجة التنافر بين حدّي المصطلحين السابقين يبقى اللافت أن أهم تمظهراتها في العصر الحالي يتبلور عبر (الإعلام- الميديا). إذاً هي القوة الإعلامية.. أو الحرب الإعلامية.. ناعمة أو خشنة.. نافرة أم مسطحة.. لا فرق.. إنها المهيمنة والمتسللة بذكاء ودهاء إلى عقول متلقين، هم الهدف والغاية التي يبتغي صيدها ذوو تلك النعومة. تعود نار التنافس للاشتعال بين أقطاب المجموعات الإعلامية العالمية.. وفق ما يرد بكبريات الصحف البريطانية.. حين أظهر رئيس سابق لمجموعة الـ(bbc) البريطانية مخاوفه من أنهم يخسرون من رقعة سيطرتهم الإعلامية... مندهشاً من حجم ما ينفقون على المعدات العسكرية قياساً إلى ما يخصصونه للإعلام. يؤكّد آخر في شبكة التلفزة البريطانية أن الروس والصينيين يدعمون منظومتهم الإعلامية بكل الوسائل فيما بريطانيا لا تنفق ما يكفي.. وليصعّد ثالثٌ من هول ميزانية القناة الصينية. على هذا يبدو واضحاً أن الطرف الآخر في حربهم الناعمة يتمثل بالقنوات الروسية والصينية التي تلقى كل الدعم من قبل حكوماتها متفوقةً عليهم في حرب المعلومات. القصة، بمجملها، التي نبّهت إلى تراجع الـ(bbc) في تمويل خدماتها الإعلامية، يعود إلى قناة «روسيا اليوم» التي تحقق تقدماً ملحوظاً وتوسعاً لافتاً، حين افتتحت مؤخراً مقراً لقناتها الناطقة بالإنكليزية في إحدى ضواحي لندن كبداية لإطلاقها قنوات أخرى بالفرنسية والألمانية.. تضاف إلى قائمة قنواتها التي تبث بالأسبانية والعربية والروسية. وكأنما أرعبهم آخر إحصاء يُشير إلى أن عدد مشاهدي «روسيا اليوم» يصل إلى (700) مليون مشاهد.. دون ذكرٍ دقيقٍ لعدد متابعي بثها بالإسبانية في اميركا الجنوبية. وهنا.. يأتي السؤال تلقائياً: في دوامة هذه النعومة الحربية هل من السهولة تحصيل موطئ قدم.. هل امتلكنا ألف باء (القوة الناعمة).. هل أسسنا أرضية صلبة لانطلاق نعومة إعلامية خاصة بنا.. ؟ كأرض قُدّر لها الدخول في معمعة حرب طاحنة بمعناها التقليدي.. متى يُقدّر لنا دخول ميدان الحرب الناعمة وبفاعلية.. lamisali25@yahoo.com">؟ lamisali25@yahoo.com |
|