تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(صفحـــــــات لغويـــــــــــــة) جديــــــــد مكـــــــــــي الحســـــــــــني

ثقافة
الثلاثاء6-1-2015
عمار النعمة

الدكتور مكي الحسني وجه دمشقي عريق، حاز إجازة العلوم الفيزيائية والرياضية من الجامعة السورية سنة 1954م، يجمع إلى جانب العلم معرفةً واسعةً باللغة العربية وأسرارها، حتى غدا مرجعًا لكل كاتب في دنيا الكتابة العلميَّة باللغة العربية، وهو أمر لا يحسنه إلا من مُنح علماً نافعاً، وتدقيقًا وتقصيًا واسعًا في لغة العرب، وهذا ما اجتمع لدى الدكتور الحسني.

د.الحسني العضو في مجمع اللغة العربية بدمشق كتابه الجديد جاء تحت عنوان (صفحات لغوية) وهو صادر عن مطبوعات مجمع اللغة العربية متضمناً عدداً من الشروحات والتوضيحات والتفسيرات لمفردات لها أكثر من معنى في لغتنا العربية.‏

فعلى سبيل المثال: (مِصداقِيَّة) من المعلوم أن صيغة المصدر الصناعي قياسية, وهي كل لفظ زيد في آخره حرفان هما ياء مشددة بعدها تاء تأنيث مربوطة, ليصير بعد هذه الزيادة اسماً دالاً على معنى مجرد لم يكن يدّل عليه قبل الزيادة.. فالمسؤولية غير المسؤول, والميزانية غير الميزان, والاشتراكية غير الاشتراك... ولامسوّغ لاستعمال (العدلية) مثلاً بمعنى (العدل), كأن يقال (وزارة العدلية) بدلاً من (وزارة العدل)....‏

وجاء في مقدمته: من المعلوم أن اللغة هوية الأمة, وأعظم مقومات وجودها, ووطنها الروحي, لذا فإن الأمم الحية تحافظ على لغاتها حفاظها على أوطانها.‏

قال أمير الشعراء أحمد شوقي من قصيدة طويلة:‏

يجاملك العرب النازحون.. وما العربية إلا وطن!‏

لغتنا العربية جميلة جداً, وقد انحنى لعظمتها العرب والمستشرقون, قالت زعيمة الاستشراق الألماني المعاصر الدكتورة آنا ماري شيمل: (اللغة العربية لغة موسيقية جداً, ولااستطيع أن أقول فيها إلا أنها لابد من أن تكون لغة أهل الجنة).‏

وقال أبو الريحان البيروني العالم الشهير الفارسي الأصل: (والله لأن أُهجى بالعربية أحب إلي من أن أُمدح بالفارسية) فإذا كان أبو الريحان يحب العربية إلى هذا الحد أفليس العربي حريّاً بأن يحب لغته العربية؟‏

إن حبي للعربية هو الذي حملني في الماضي البعيد نسبياً على أن أعالج مسائل لغوية على صفحات مجلات جامعة دمشق, وقد أصدر مجمع اللغة العربية بدمشق هذه المسائل في كتاب عنوانه ( نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية) وبعد أن شرفني مجمع اللغة العربية بمنحي عضويته في عام 2001 بدأت أكتب صفحات لغوية, وقد أغراني بذلك شعوري بأن علينا أن نغار وأن نثير الغيرة على سلامة لغتنا, وأن نبعث هذه الرغبة في إيثار الصحيح على الفاسد أو الضعيف ولو كان شائعاً.. ورحم الله علي الجارم الذي قال:‏

أنترك العربي السمح منطقه.. إلى دخيل من الألفاظ ammaralnameh@hotmial.com">مغترب؟‏

ammaralnameh@hotmial.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية