|
حدث وتعليق ولكن أيضاً في زيادة الاهتمام والتعاطف الدولي والعالمي مع المطلب الفلسطيني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس المحتلة، وهي إنجازات تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة. وبغض النظر عن المعارضة التي تواجهها القرارات الفلسطينية من قبل الكيان المحتل، والدعم اللامحدود من قبل واشنطن للكيان، لوضع العصي في عجلات المركبة الفلسطينية لتحقيق أي مكسب سياسي فلسطيني في حال التوجه الفلسطيني إلى الجنائية الدولية، فالأمر يختلف حيث لا سلطة ولا فيتو لأميركا وأعوانها هناك في المنع والقبول. ومع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد جر السلطة إلى معارك جانبية لإبعاد شبح الجنائية الدولية التي تهدده وتهدد جنوده القتلة، فإنه من المهم تفويت الفرصة على «إسرائيل» المنزعجة بشدة من هذا الانضمام، رغم أنها اعتادت على عدم الالتزام بالقرارات الدولية ولم تأبه يوماً للإدانات الدولية والأممية لقيامها بعمليات القتل والتدمير وسرقة الأراضي. ربما يحلم الكيان أن تتحول معركته مع العرب والفلسطينيين إلى سجالٍ في المؤتمرات، وصراخٍ على المنابر، وتصويتٍ في المؤسسات، وجدالٍ في المنظمات، ومفاوضاتٍ في الخفاء، وحواراتٍ تدوم وتستمر، وتطول ولا تنتهي، إذ لا يريدون أن يكون حوارهم في الميدان قتالاً، ولا صراعهم مع الفلسطينيين على الأرض مقاومة، لأنهم يدركون أنهم بالموت يخسرون، ويفقدون بالقتل كل أمل، ولا يستطيعون في ظل التهديد أن يستمروا، ولكنهم بغيره قد يكسبون ولا يخسرون، وقد يحققون من خلاله ما يرجون ويأملون. نحن ندرك أنه لا شيء يوجع الإسرائيليين غير الدم المهراق، والحياة المفقودة، والخوف الدائم، والقلق المستمر، والذعر المسكون، وهذا لا يكون بغير المقاومة المسلحة بكل أشكالها، وبمختلف صورها، فالمقاومة هي أسمى الوسائل، وأفضل السبل، وأقصر الطرق، وهي الأجدى نفعاً، والأسرع نتيجةً، والأكثر تأثيراً، فلا نتخلى عنها أبداً لمصلحة أي خياراتٍ أخرى، ولا نستبدلها بأي وسيلةٍ. |
|