تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حفل بمناسبة الذكرى الـ 90 لميلاد الراحل يفغيني بريماكوف..سوسان: كان صديقاً للعرب ومخلصاً لقضاياهم.. وترك إرثاً فكرياً وسياسياً

سانا - الثورة
صفحة اولى
الجمعة 22-11-2019
أقامت سفارة روسيا الاتحادية بدمشق في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات بجامعة دمشق أمس حفلاً بمناسبة الذكرى الـ 90 لميلاد رئيس حكومة روسيا ووزير خارجيتها الراحل يفغيني بريماكوف.

وفي كلمة له أكد الدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين الدور الكبير للراحل بريماكوف في وضع أسس وتوجهات السياسة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط وتعزيز علاقات بلاده مع العالم العربي، مبيناً أن بريماكوف كان صديقاً للعرب ومخلصاً لقضاياهم فنسج علاقات صداقة مع القيادات والشعوب العربية وترك إرثاً فكرياً وسياسياً استحق من خلاله بجدارة لقب (بطريرك السياسة الخارجية الروسية) في الشرق الأوسط.‏

وفي كلمة مماثلة أشار السفير الروسي بدمشق ألكسندر يفيموف إلى أن بريماكوف أسس للعهد الجديد في السياسة الخارجية الروسية المستمر حتى الآن، وكان عمله الشهير بعنوان (الانعطاف فوق المحيط الأطلسي) في العام 1999 أحد النقاط الرئيسية في التاريخ المعاصر إذ قرر بريماكوف إلغاء زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية وهو في طريقه إليها وذلك بسبب شن حلف الناتو عدوانه على يوغوسلافيا.‏

ولفت السفير يفيموف إلى أنه وبفضل مواقف بريماكوف وقراراته ظهر في تلك الفترة مبدأ «تعدد الاتجاهات» وتأسست بذلك السياسة الخارجية الروسية على مبادئ تعدد الأقطاب والاحترام المتبادل والبراغماتية والاستقلالية.‏

من جانبه أكد الدكتور محمد ماهر قباقيبي رئيس جامعة دمشق أن الراحل بريماكوف امتلك خبرات سياسية ودبلوماسية واسعة في المنطقة العربية وذهناً وقاداً ومستوى أكاديمياً رفيعاً وعرف عنه احترامه للثقافة العربية، مبيناً أنه شجع على نقل آثارها إلى اللغة الروسية حيث كتب عن العالم العربي تاريخاً وحاضراً وتمكن من بناء العلاقات العربية الروسية على أسس الاحترام ووضع العلاقات العربية على قمة أجندة الاهتمامات الروسية.‏

وفي محاضرة ركزت على حياة بريماكوف والمناصب التي تقلدها وأبرز المواقف الوطنية والدولية التي ساهمت في رسم السياسة الخارجية الروسية والعلاقات الدولية بين الدكتور نزار جزان أستاذ العلوم السياسية بجامعة دمشق أن بريماكوف يعد مهندس السياسة الخارجية الروسية الرامية لقبول التعددية القطبية ورفض هيمنة القطب الواحد ولغة الإملاءات والعمل على إقامة علاقات جيدة ووطيدة مع دول آسيا.‏

وأشار الدكتور جزان إلى أنه عرف عن بريماكوف حبه لسورية ورغبته في معرفة عاداتها وتقاليدها وكانت لديه قناعة راسخة بأهمية سورية ومركزها الإقليمي في المنطقة كما اشتهر بمعرفته بالشؤون العربية وعرف بقراراته السياسية الجريئة.‏

حضر الحفل الذي تخلله معرض صور لأبرز الشخصيات التي التقاها بريماكوف خلال مسيرة حياته الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين وعدد من رؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة بدمشق وفعاليات أكاديمية وحزبية ونقابية.‏

وبريماكوف سياسي روسي بارز من مواليد الـ 29 من تشرين الأول عام 1929 تنقل في مساره الوظيفي بين مهن مختلفة بفضل مواهبه الاستثنائية فعمل في الصحافة والجهاز الأمني والسلك الدبلوماسي وتقلد العديد من المناصب الحكومية وكان خبيرا في الشؤون العربية وألف أكثر من عشرين كتاباً من أبرزها (الاستعمار والدول العربية) و(الشرق الأوسط.. المعلوم والمخفي) و(الشرق بعد انهيار الاستعمار) و(صفحات من تاريخ المخابرات الخارجية الروسية) و(العالم بعد الحادي عشر من أيلول).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية