|
نافذة على حدث بقدر ما عكست من جهة عجز وتخبط المبعوث الدولي الذي لا يزال يدور في دوامة الحسابات والمصالح الغربية، وبقدر ما عكست من جهة أخرى إصرار الغرب وخاصة الولايات المتحدة على إفشال كل الحلول السياسية التي تنهي معاناة الشعب السوري الذي يتباكون عليه ليل نهار. وهذا ما يؤكد عدم تبلور إرادة غربية وأميركية حقيقية لدعم جهود الحل السياسي الذي باتت أقنيته معروفة و واضحة للجميع والتي تبدأ بتخلي أميركا وحلفائها عن دعم الإرهاب بكافة أشكاله وألوانه، ولا تنتهي بالضغط على أدواتها في الداخل والخارج بضرورة التخلي عن أوهامهم وطموحاتهم وشروطهم المسبقة والانصياع للواقع الجديد بقواعده ومعادلاته التي صنعها الشعب السوري بصموده وتضحياته. ضمن هذا السياق يمكن وصف ما يجري في جنيف بأنه ليس إلا فصلا جديداً من فصول معركة كسر الإرادات التي تقودها أميركا بهدف انتزاع بعض الأوراق التي تحسن من مواقع التفاوض والتي ترفع من وتيرة الابتزاز الأميركي على طاولة الحل السياسي. لكن هذا لا يلغي حقيقة سعي إدارة الرئيس أوباما لتضييع الوقت بهدف ترحيل كل الملفات والقضايا العالقة إلى الإدارة الأميركية القادمة، في إصرار واضح على تجاهل أبعاد هذه الخطوة التي من شأنها أن تطيح بكل التفاهمات الأميركية الروسية والإقليمية، الأمر الذي يعيد فتح الباب على مصراعيه أمام كل الاحتمالات والخيارات التي قد تكون تداعياتها ونتائجها كارثية على الجميع وفي مقدمتهم واشنطن وحلفاؤها وأدواتها. على الضفة الأخرى وبمقابل اللا مصداقية واللا جدية الأميركية، تمضي الدولة السورية بخياراتها الجادة والفاعلة وخطواتها الواثقة والمدروسة في الميدان وفي السياسة والتي تسير على خطين ومسارين متوازيين ومتكاملين، الأول هو الإصرار على محاربة الإرهاب حتى تطهير كامل التراب السوري، أما المسار الثاني فهو دعم جهود الحل السياسي تحت سقف الوطن و وفق المبادئ والشروط السيادية للشعب السوري. |
|