تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


34 قتيلاً وأكثر من 200 جريح بثلاثة تفجيرات إرهابية في بروكسل.. وداعش يتبنى...سورية تدين: نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتماهي مع داعمي الإرهاب

وكالات - سانا- الثورة
الصفحة الأولى
الأربعاء 23-3-2016
أدانت الجمهورية العربية السورية بشدة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسل، مؤكدة أن هذه الاعتداءات هي نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتماهي مع الإرهاب لتحقيق أجندات معينة.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا أمس: إن الجمهورية العربية السورية تدين بشدة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت صباح أمس العاصمة البلجيكية بروكسل، وتعرب عن مواساتها وتعاطفها مع عائلات الضحايا الثكلى.‏

وأضاف المصدر: إن هذه التفجيرات التي وقعت في بروكسل وقبلها في باريس وأماكن أخرى من العالم؛ تؤكد من جديد أن الإرهاب لا حدود له، كما أن هذه الاعتداءات هي نتيجة حتمية للسياسات الخاطئة والتماهي مع الإرهاب لتحقيق أجندات معينة وتشريعه عبر وصف بعض المجموعات الإرهابية بالمعتدلة وهي في النهاية تفرعات من العقيدة الوهابية التكفيرية.‏

وقال المصدر: إن سورية التي تتصدى للإرهاب التكفيري منذ خمس سنوات تجدد الدعوة إلى تضافر كل الجهود الدولية الصادقة للتصدي لخطر الإرهاب ولجم سلوك الدول الراعية له وإلزامها بالتوقف عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية حفاظاً على السلم والاستقرار الإقليمي والدولي.‏

وكانت ثلاثة تفجيرات إرهابية وقعت أمس في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل، وإحدى محطات مترو الأنفاق قتل فيها 34 شخصا وأصيب أكثر من 200 آخرين.‏

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس بلدية بروكسل إيفان مايور قوله: إن 20 شخصاً قتلوا في انفجار بمحطة مترو الأنفاق «مالبيك» وأصيب 106 بجروح، بينما قال ناطق باسم رجال الإطفاء في مطار بروكسل الدولي: إن 14 شخصاً قتلوا وأصيب 96 بجروح بينهم 10 في حالة حرجة في تفجيرين وقعا في صالة المغادرة في المطار .‏

وكالة رويترز نقلت من جانبها عن محطة «في.آر.تي» الإذاعية البلجيكية قولها: إن الشرطة عثرت في وقت لاحق على بندقية كلاشينكوف بجوار جثة أحد الإرهابيين في المطار.‏

وقد أعلن المدعي العام البلجيكي فريديريك فان ليو أن انتحارياً نفذ أحد التفجيرين في صالة المطار، بينما ذكر شهود عيان أن إطلاق نار وقع خلال الاعتداءين فيما عثرت الشرطة على حزام ناسف لم ينفجر وبندقية كلاشينكوف بجوار جثة أحد الإرهابيين في المطار.‏

ورفعت السلطات البلجيكية مستوى التهديد الإرهابي إلى أعلى مستوى بعد التفجيرات الثلاثة التي تبناها تنظيم «داعش» الإرهابي وطلبت من المواطنين البقاء في أماكنهم وعدم التجول، كما عقدت الحكومة اجتماعاً طارئاً لبحث الوضع الأمني، وأعلن رئيسها شارل ميشال نشر تعزيزات عسكرية وتعزيز الإجراءات الأمنية حول المنشآت النووية، فيما تحدثت وسائل إعلام بلجيكية عن إخلاء محطة تيانج النووية الواقعة جنوب شرق بروكسل.‏

وقال ميشال: إن بلجيكا تعيش لحظة مأساة ولحظة سوداء مع تعرض بروكسل لاعتداءات عشوائية عنيفة وجبانة.‏

وأعلنت خلية الأزمة التي شكلت بعد التفجيرات إغلاق جميع محطات المترو ووقف حركة النقل في بروكسل حتى إشعار آخر فيما أعلنت إدارة مطار بروكسل إخلاء المطار وتحويل مسار الرحلات الواصلة إليه وطلبت من المواطنين عدم التوجه إليه أو إلى المنطقة المحيطة به.‏

ودعا نائب رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون الأفراد موظفي المؤسسات الأوروبية في بروكسل إلى التزام أماكنهم وألغت المفوضية الأوروبية كل اجتماعاتها المقررة اليوم من أجل ضمان أمن الموظفين.‏

وفي باريس أخلت الشرطة الفرنسية محطة قطارات «سان لازار» في العاصمة الفرنسية بعد تلقيها تحذيراً بوجود متفجرات داخلها .‏

وقال متحدث باسم الشرطة: إن قرار إخلاء محطة سان لازار اتخذ كإجراء احتياطي، فيما قامت فرق متخصصة بتفتيش المبنى الذي يعد أحد أهم مراكز النقل عبر السكك الحديدية والنقل البري في باريس.‏

وأضاف المتحدث أنه وبعد ورود تقرير عن وجود جسم غريب أبعدت السلطات الركاب إلى مسافة آمنة للسماح لخبراء المتفجرات بالتحقيق وأوقفت حركة القطارات في المحطة نحو نصف ساعة.‏

وكانت العديد من المطارات الأوروبية ومحطات مترو الأنفاق قد أعلنت رفع حالة التأهب والحذر خوفا من أي اعتداءات مماثلة وقامت بتعزيز الإجراءات الأمنية والدوريات، فيما زادت الأجهزة الأمنية في الدول الأوروبية إجراءات الوقاية والأمن على الحدود وخاصة مع بلجيكا.‏

وانخفضت مؤشرات أسهم أسواق المال الأوروبية بسبب التفجيرات ومنها داكس الألماني وفايننشال تايمز البريطاني وكاك الفرنسي إضافة إلى انخفاض أسهم شركات النقل والسياحة.‏

وفي واشنطن أفادت سلطات مدينة نيويورك بتشديد الإجراءات الأمنية وذلك بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة البلجيكية بروكسل.‏

وذكرت السلطات في نيويورك أن فرقاً معززة من قوات الأمن نشرت في محطات السكك الحديدية ومحطات المترو، بالإضافة إلى انتشار قوات الأمن في أماكن المدينة الرئيسة التي تجذب الزوار وفي الأماكن الأكثر ازدحاماً.‏

وأكدت السلطات أن الحالة الأمنية رفعت في أهم مطارين جويين في المدينة وهما مطار كنيدي الدولي ومطار لاغوارديا، مشيرة إلى تشديد الإجراءات الأمنية في مطار مدينة نيوارك المجاورة لولاية نيو جيرسي.‏

إدانات واسعة للتفجيرات الإرهابية في بروكسل‏

الى ذلك أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التفجيرات الإرهابية وقدم تعازيه للشعب البلجيكي بسبب مقتل المدنيين، مشيرا إلى تضامن الشعب الروسي مع الشعب البلجيكي في هذه الساعات الصعبة.‏

وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن تعازيها لأهالي الضحايا، فيما أعلن وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف إعادة تقييم الأوضاع الأمنية في كل مطارات روسيا.‏

كذلك أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما تفجيرات بروكسل، مؤكدا أن واشنطن ستفعل ما بوسعها لتقديم المسؤولين عن هذه الهجمات للعدالة.‏

ودعا أوباما في كلمته خلال زيارته لكوبا إلى التكاتف بغض النظر عن القومية أو العرق أو العقيدة لمحاربة آفة الإرهاب.‏

كما أدان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الهجمات الإرهابية التي وقعت في بروكسل، فيما وصفت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تفجيرات بروكسل بأنها يوم حزين جدا لأوروبا.‏

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري اعتداءات بروكسل معربا عن مواساته لأسر الضحايا والشعب والحكومة البلجيكية.‏

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه سيرأس اجتماعا للجنة معالجة الأزمات بعد تفجيرات بروكسل وقال في حسابه على تويتر «أشعر بالصدمة والقلق عقب أحداث بروكسل وسنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة».‏

وأوضح رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية مارك رولي أن الشرطة عززت أعداد عناصرها في المواقع الحساسة في البلاد مثل المطارات ووسائل النقل لحماية المواطنين والطمأنة، لافتا إلى أن هذه الإجراءات ليست مرتبطة بمعلومات أو مصادر استخبارات محددة.‏

كما عقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الوطني بعد هجمات بروكسل ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز التعاون بين دوله لمواجهة الإرهاب.‏

وقال هولاند: علينا تسخير كل الإمكانات وتأمين غطاء شرعي لاتخاذ إجراءات بعد هجمات بروكسل. محذرا من أن العالم يواجه خطر الإرهاب الشامل.‏

وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس: إننا في حرب ولمواجهة هذه الحرب يجب تعبئة كل الهيئات.‏

وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف: إن فرنسا قررت نشر 1600 شرطي إضافي لتعزيز الأمن على الحدود وفي المواصلات العامة. لافتا إلى أن فرنسا ما زالت تواجه تهديداً أمنياً بالغ الخطورة.‏

وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره: إن هجمات بروكسل موجهة على ما يبدو ليس لبلجيكا وحسب وإنما للاتحاد الأوروبي وحرياته بالكامل.‏

وحذر رئيس وزراء هولندا مارك روته مواطنيه من السفر إلى بلجيكا وأعلن تشديد إجراءات التفتيش التي يقوم بها الجيش والشرطة في المطارات ومحطات القطارات بمختلف أنحاء البلاد.‏

واعتبر رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين أن تفجيرات بروكسل «هجوم على أوروبا الديمقراطية» وقال لوكالة الأنباء السويدية: إننا لن نقبل أبدا بأن يعتدي إرهابيون على مجتمعاتنا المنفتحة. ووصف رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن التفجيرات بالهجوم الدنيء.‏

واتهم القائم بأعمال وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغاليو إرهابيين من تنظيم داعش بالوقوف وراء هجمات بروكسل معربا عن صدمته بهذه الأحداث المأساوية.‏

وأعرب وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس عن صدمته مما جرى من أعمال إرهابية في بروكسل وقدم تعازيه لأهالي الضحايا.‏

وأدنت وزارة الخارجية التشيكية هجمات بروكسل وأعلنت وقوفها إلى جانب بلجيكا في هذه الأوقات الصعبة التي تخضع فيها القيم الأوروبية المشتركة إلى الاختبار.‏

ونصحت الخارجية التشيكية مواطنيها بتأجيل سفرهم إلى بروكسل ودعت الموجودين فيها إلى الحد من الحركة وتجنب الأماكن العامة.‏

وأدانت وزارة الخارجية المصرية بأشد العبارات هجمات بروكسل وجددت التأكيد على الموقف المصري الثابت بأن الإرهاب الغاشم لا يفرق بين دين أو عرق ولا يعرف حدوداً، داعية إلى تضامن المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة البغيضة وانتشارها إلى الحد الذي نراه الآن.‏

وأعلن وزير خارجية سلوفينيا كارل ايرجافيك أن دبلوماسياً سلوفينياً أصيب في هجمات بروكسل، لافتاً إلى أن حياته ليست في خطر.‏

كما أدان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان التفجيرات الإرهابية في العاصمة البلجيكية بروكسل.‏

ونقلت “ا ف ب” عن المونسنيور بييترو بارولين قوله نيابة عن البابا فرنسيس في برقية تعزية إلى رئيس اساقفة بروكسل المونسنيور جوزف دو كيسل ان الاب الاقدس يدين من جديد العنف الأعمى الذي يتسبب بآلام كثيرة ويلتمس من الله نعمة السلام.‏

وفي بيروت أدان حزب الله التفجيرات الإرهابية التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسل، مشيراً إلى انها تكشف أن النار التي تكتوي بها أوروبا خاصة والعالم عموما هي نفسها النار التي أشعلتها بعض الدول والانظمة في سورية وغيرها من دول المنطقة.‏

وقال الحزب في بيان له أمس: ان هذه التفجيرات هي استفحال لخطر التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي لا يسلم مكان في العالم من شرها واجرامها منطلقة من حقدها الاسود على البشرية ومن أفكارها الدموية التي لا تقيم وزنا لحياة أو لكرامة.‏

وأضاف البيان: ان هذه الجرائم المتنقلة في مدن العالم تقع مسؤوليتها على الإرهابيين التكفيريين وعلى القوى الاقليمية والدولية التي تقف وراءهم وتمدهم بالدعم العقائدي والمعنوي والمادي، موضحاً انها تؤكد مرة أخرى خطر هذه التنظيمات الإرهابية.‏

القادة الأوروبيون ينددون بالاعتداءات‏

هذا واعلن قادة الدول الثماني والعشرين في الاتحاد الأوروبي ورؤساء المؤسسات الاوروبية انهم سيكونون موحدين وحازمين في الحرب ضد الكراهية والتطرف العنيف والإرهاب.‏

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن القادة الأوروبيين قولهم في بيان مشترك بعد الاعتداءات الإرهابية في بروكسل امس : ان الاتحاد الأوروبي ودوله الاعضاء ينددون بالهجوم على مجتمعنا الديمقراطي المنفتح ويقفون وقفة قوية تضامنا مع بلجيكا وهم مصممون على مواجهة هذا التهديد بكل الوسائل اللازمة.‏

كما ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاعتداءات ووصفها بـ «البغيضة» وطالب بمحاكمة المسؤولين عنها.‏

وقال في بيان أصدره مكتبه لقد ضربت الهجمات البغيضة أمس قلب بلجيكا ومركز الاتحاد الأوروبي معرباً عن امله ان تتم محاكمة المسؤولين عن الاعتداءات بسرعة.‏

وفي هذه الاثناء تبنى تنظيم «داعش» الإرهابي اعتداءات بروكسل وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان التنظيم الإرهابي اعلن عبر موقع يرتبط به ان مقاتليه شنوا الثلاثاء سلسلة هجمات باحزمة ناسفة وعبوات استهدفت مطارا ومحطة مترو في وسط العاصمة البلجيكية بروكسل.‏

واعلنت السلطات في وقت لاحق العثور على قنبلة ثالثة لم تنفجر في مطار بروكسل الدولي فيما حثت جامعة (في يو بي) في بروكسل الموجودين داخل حرم جامعي تابع لها جنوب شرق المدينة على الدخول إلى المباني وعدم مغادرتها وذلك بعد تهديد وشيك بوجود قنبلة قرب حرم الجامعة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية