|
حدث وتعليق واكدت مرارا ان الكشف عن الحقيقة هومطلب ومصلحة سورية بمقدار ما هو مطلب ومصلحة لبنانية , ومع ذلك فقد كانت الادارة الاميركية والرئاسة الفرنسية وجوقة الشباطيين تنام وتصحو على نغمة مطالبة سورية بالتعاون. لم ترفض سورية التعاون , لكنها رفضت محاولات التسييس التي بدت واضحة منذ اللحظات الاولى لجهة الاتهامات التي لاأساس لها والتي تجسدت منذ البداية في تقرير فيتزجيرالد ولاحقاً في تقارير تسريبات ديتلف ميليس , بل ان سورية لم تخف رغبتها في الاسهام بكشف الحقيقة, وعملت في هذا الاتجاه بما يحفظ سيادتها وقرارهها الوطني الحر والمستقل, لكنها في الوقت نفسه لم تخف شكوكها وخشيتها من الاستهدافات السياسية, وغني عن القول انها تمكنت من اسقاط كل حملات الضغط والتهويل والتحريض السياسي والاعلامي الى ان وصلت الامور الى ماهي عليه. يؤكد اليوم سيرج براميرتس التعاون السوري مع اللجنة ويشكو في الوقت عينه من ان عشر دول ترفض التعاون معه والاستجابة لطلباته فماذا كانت النتيجة , هل طالب الشباطيون وتيار المستقبل وواشنطن وباريس هذه الدول بالتعاون مع براميرتس ?!. على العكس تماما , الشباطيون صامتون وواشنطن وباريس لم تكتفيا بالسكوت على عدم تعاون هذه الدول وانما رفضتا مجرد الاعلان عنها وتسميتها , وهو مايؤكد ان هناك سراً يراد له ان يبقى مخفياً , وان هناك حقيقة لايراد لها ان تظهر , وان هناك تورطا لحكومات واجهزة لايراد كشفه, وان هناك استهدافا سياسيا ومسارا لايراد تغييره. وهنا تصبح التساؤلات مشروعة حول ذلك السر الذي ارادت روسيا الكشف عنه عبر طلبها الاخير في مجلس الامن والذي جعل بدوره فرنسا واميركا تبديان كل هذه الممانعة لمجرد الاعلان عن اسماء هذه الدول, فما الذي تخفيه من خيوط ومعلومات , وما الذي تخاف من كشفه وربما يقود الى معرفة حجم تورطها في الجريمة اياها وفي كل جرائم الاغتيال اللاحقة في لبنان?!. واذ حصل ماحصل في مجلس الامن , فإن مايمكن استحضاره هنا تلك التقارير التي صدرت في اعقاب اغتيال الحريري عن مراكز اميركية وغير اميركية تعنى بالجرائم الدولية وقضايا الارهاب ,و اكدت ان عملية اغتيال بهذا الحجم وعلى هذا المستوى من الدقة لايمكن لاحد في هذا الكون ان ينفذها سوى خمس دول ليس من المصادفة في شيء ان تكون اسرائيل واميركا وفرنسا من بينها !!!. |
|