تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دبلوماسية «المحصرمين»

البقعة الساخنة
الأحد 13-1-2013
ديب علي حسن

قصف إعلامي ليس تمهيدياً، بل تصعيدياً بلا حدود، مارسته وسائل الفتك والقتل، إعلام مأجور لم يكن في يوم من الأيام ـمهموماً بأمر ما كما يفعل تجاه الشعب السوري، ومحاولة النيل من صموده وتماسكه ووحدته.

يساند هذه الوسائل دمىً تحرك عبر أجهزة التحكم كانت ملامحها وزلات لسانها إن وجدت، تشي بأنها سوف تفعل مافعلته، وليس مفاجئاً لنا ألا تفعل ذلك، بل المفاجىء ألا نتوقع منها ذلك.‏

دمى تتحطم تتكسر، كثيرون كانوا يظنون أن العمل الدبلوماسي قد صقلها، وجعلها قادرة على العمل بنزاهة على الأقل من أجل كرامة شعب لم يكن في يوم من الأيام إلا سنداً لكل الشعوب العربية.‏

لقاء جنيف الثاني الذي ترقبه الكثيرون ومهدوا له بقصف إعلامي، هذا اللقاء أسقط آخر أوراق التوت عن الذين يفترض أنهم وسطاء والوسيط عليه ألا ينحاز أبداً، رضينا ألا ينحاز، رضينا أن يكون وسيطاً مع علمنا أن الحق بيّن وظاهر، فالذين يدمرون كل شيء يمارسون سياسة الأرض المحروقة لايمكن أن يكون أبداً طرفاً مقابل طرف آخر يدافع عن الأرض والوجود وتزامناً مع الجنون الإعلامي تكشف خطوط مفردات تحبك وتحاك لتكون زاداً للأيام القادمة.. فهل كان الدبلوماسي «المحصرم» مالاً وتوجيهياً ينتظر أن تتفاعل هذه المؤتمرات..؟!‏

يتوق إلى أن يرى مجسمات لمبانٍ ومؤسسات عامة سورية تظهر على شاشة الجزيرة وتبدو وكأنها قد دوت..؟‏

هل كان ينتظر أن تثبت مئات اللقاءات مع أشخاص من أصول سلافية كما أشارت المصادر الروسية لتعلن دول الغرب ومن يسير في ركب المؤامرة أن روسيا ليست طرفاً محايداً..!!‏

والدبلوماسي (المحصرم) سقطة الكبير كبيرة كبيرة إن كان بالأصل كبيراً ولم يكبر في دوائر تصنيع من تناط بهم أدوار يؤدونها ذات يوم...‏

ترى هل علينا أن نأمن جانب هؤلاء ( المحصرمين) من أينما كانوا، ومهما حاولوا أن يبدلوا من أقنعة ووجوه الأزمة في سورية وهي تقارب نهاية عامها الثاني مزقت الأقنعة وحطمت الدمى، وغيرت استراتيجيات، ومهدت لعالم متعدد الأقطاب، وفوق هذا كلّه عرّت من نظنهم نخباً ثقافية وفكرية ودبلوماسية، ويبدو أن الوهم كان يسيطر على تفكيرنا، فالألقاب صنعت في مطابخ التآمر.. وحده الجندي العربي السوري كان الحاضر الفاعل في لقاء جنيف الثاني،.. وللدبلوماسي ( المحصرم) نسأل: هل تذكرت عبد القادر الجزائري وأنت تزور دمشق.. هل فكرت أن تزور منزله.. هل تعرف لماذا اختار دمشق حين ضاقت به الدنيا وأبعد عن الجزائر.. هل تعرف أي دور أداه هنا في دمشق.. ليس بعيداً منزله، ولا التاريخ أبداً، لكن ذاكرة الدمى مثقوبة، وهي تحرك، ولاتتحرك، الدبلوماسيون المحصرمون ضرسوا رنين الدولارات، ولكننا لن نثمل من عفن حصرمهم الذي لن ينضج أبداً.. وكم خلف الستار من «محصرمين» قد يتعرون كلّهم ذات يوم ولن تنفعهم فصاحتهم ولا دبلوماسيتهم المشحونة بحصرم الدولارات...‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية