|
حصاد الورق لقد كان من المفروض أن يكون طليعة واعية تدرك الواقع وتقوم بتحليله وتعمل من أجل بناء الثقة والحراك وتقدم نظرة مستقبلية وتبلور الأفكار والطروحات والآراء. لقد نأى المثقف بنفسه عن كل ما يجري حوله وأصبحت ثقافتنا من دون مثقفين وكأن الأمر لايعنيه لقد فقد السياسة ومذاهبها وقام بتحويل نظره عن موقعه الحقيقي وآمن بفكرة الانطواء على الذات في وقت يجب أن يكون له الموقف والرأي والقول الحاسم. يبدو للدكتور القيم في وقتنا الراهن أن المثقف يشعر أنه في معركة يحسّ أنها تتخطاه بمعنى أنه في اللحظة ذاتها معني بأن يرتفع إلى مستوى الأزمة وهذا ما يعطي للثقافة الحقيقية حالة من التطور والترقب الدائمين خاصة وأنه لايمكن أن يكون هناك ثقافة إذا لم تكن مرتبطة بالإصلاح والتغيير فكل ثقافة تحافظ على ماهو قائم هي ثقافة مضادة وعليه فإن ظاهرة الامتلاء الثقافي أو ظاهرة الحضور الكلي هي ظاهرة تتخطى مااعتدنا تسميتهم بالمثقفين بما معناه أن هناك لغة جديدة لابد وأن تنشأ في كل لحظة وإذا لم تكن هذه اللغة الجديدة فلا ثقافة ومعنى ذلك أن المثقف يجب أن يكون حضوره حضوراً كلياً في وعي الجماهير لذلك في هذه الأزمة الكبيرة التي نمر بها يطرح السؤال وبقوة وإلحاح: أين المثقف العربي؟ في أزمتنا الحالية الناس تطمح لأن يكون للمثقفين دور فعال ونخبوي وحيوي وتنويري والمثقف هو ذاك الذي يستطيع أن يقف وأن يتحدى وأن يكون له رأي في مثل هذه الظروف وإلا سقطت عنه هذه الصفة، فهو يعرف ولكنه لايستخدم معرفته وهي يعي ولكنه لايستخدم وعيه وهو عالم ولكنه يخضع للجهل وبالتالي فهو يسقط دوره. ويخلص الدكتور القيم إلى القول: في وقتنا الراهن نحتاج إلى زمن حتى نرى المثقف العربي بالصورة التي ننشدها لأننا مازلنا نبحث عن دور له ولا نستطيع أن نحدد دوره بعيداً عن المجتمع وليس المهم من هو هذا المثقف بل المهم (بماذا يلتزم المثقف) و(عن ماذا يدافع) و(ماهو دوره) والمثقف الحقيقي ليس بحاجة إلى تحديد لأنه يعلن نفسه عبر ممارسته العلمية والعملية. |
|