الهجرة إلى الوطن
رؤيـــــة الأحد 13-1-2013 فادية مصارع في مقطع من رواية «أيام مع الأيام» للأديبة كوليت خوري تقول البطلة أسمى الثائرة لحبيبها و اسمه حبيب: هل تعلم ياحبيب لماذا أنا مع الثورة؟ أي ثورة؟ كل ثورة.. لأن الثورة هي أعلى مراتب الحب للوطن..
الحب للإنسان ! وهل تعرف ما هو الفارق بيني وبينك أنت الذي اشتركت ذات يوم بثورة، وأنا الثائرة الأزلية على الدوام، الفارق أنني دائماً ثائرة لأنني أحب.. أما أنت فقد ثرت لأنك تحقد.. والحقد ماأعطى في حياته نتيجة حسنة! فرق كبير بين الحب والحقد.. بين من يحمل السلاح للجهاد ونصرة المستضعفين وتحرير الأوطان ومن يحمله للقمع والإرهاب.. فالثورة تعني الإصلاح لاالتخريب، البناء لاالهدم، الثورة تهدف لخير البلاد و العباد لا لقتلهم و تشريدهم، الثورة تجمع أمة واحدة وكلمة واحدة ودعوة واحدة، لاجماعات وعصابات وقطاع طرق، وطلابها لا يضمرون الشر لشركائهم في الوطن لمجرد اختلافهم في الدين والمذهب.. فويل لمن يسرق باسم الثورة ويظلم باسمها ويقتل ويذبح وينهب الخيرات والمقدرات، هؤلاء هم الثورجيون الذين في بلادنا يصولون ويجولون.. يذبحون ويقتلون، وهم أيضاً الوطنجيون الذين لم ينجزوا بعد سلخ جلدنا واستئصال حناجرنا وغسيل ذاكرتنا، ولم يأخذوا حصتهم من دمنا.. أيها السوريون: بهمتكم بعزيمتكم بوحدتكم آن أن يستأصلوا.. أن يسحقوا أن يرحلوا إنه موسم الهجرة إلى الوطن هجرة القلوب إلى القلوب.. حان الوقت لنجتمع في أرض الوطن وتحت سقفه للوقوف بوجه أي عابث بأمنه وأمانه.. آن أن نأتي إلى كلمة سواء بيننا، وأن نصلي جماعة في بيوت عبادة لا تقام فيها الصلوات لغير الله من دون ناطقين باسمه.. من أجل سورية ولإنقاذها نريد رجالاً شرفاء مخلصين، رجال يتحدثون عن النفاق بلا نفاق.. آن الأوان لنجدد العهد الدمشقي.. فدمشق العصية على الظلام والظُلام دم أبنائها على أبنائها حرام ومالهم وعرضهم وشرفهم، وكل من دخلها آمن إلا الانتهازيين والقتلة المجرمين فهم خارج التاريخ والجغرافية سيبقون وخارج حدود الوطن سيُرمون.
fadiamsr@yahoo.com
|