تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مرتكزات الحوار الوطني.. !!

أروقة محلية
الأحد 13-1-2013
إسماعيل جرادات

من يتابع الحراك السوري الداخلي يلحظ انه ينطلق من ثوابت اساسية ترتكز على ان السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني، ورفض كل اشكال التدخل الخارجي، ونبذ العنف والارهاب بكل اشكاله،

وان الوطن يعلو ولا يعلى عليه لأن سورية فوق الجميع كل هذه الثوابت وغيرها هي الاساس في أي حوار مع المعارضة داخلية كانت ام خارجية لم تستقو بالخارج الاجنبي، لأن هذه الثوابت تجمع عليها كل مكونات الشعب السوري بمختلف شرائحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية والأهلية، هذا الاجماع الذي ينطلق من تلك الثوابت التي حددها السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب السيادة والقرار الوطني الذي يرى فيه أن الدفاع عن الوطن واجب مقدس ودستوري وشرعي وهو بالتالي - اي الدفاع عن الوطن - خيار الدفاع عن النفس لأن اي عملية اصلاح إذا لم ترتبط بالأمان لا يمكن السير بها بالشكل المطلوب لذلك يمكننا القول ان الاصلاح دون امان كالامان دون اصلاح لا يمكن لاحدهما تحقيق النجاح دون الآخر.‏

إذاً خطاب السيد الرئيس كان رسالة إلى العالم يؤكد من خلالها ان شعب سورية لم يتعب وان هذا الشعب ذاهب حتى يقضي على كل ارهابي يحاول ان يدنس حبة تراب واحدة من ارض سورية الغالية على قلوب السوريين وكل الشرفاء في العالم، وبالمقابل فإن هذا السوري ينبض تسامحاً وعفواً عندما يتطلب الامر ذلك مع الاحتفاظ بكرامته الوطنية هذه الكرامة التي تسري في عروقه.‏

وإذا ما عدنا للحديث عن الثوابت والقرار الوطني المرتكز على السيادة الوطنية كما قلنا فإن الحكومة بما تمثله من حالة مجتمعية فقد اقرت البرنامج السياسي الذي ينطلق من الرؤى والاهداف التي حددها السيد الرئيس في الخطاب اياه، حيث تركز هذا البرنامج الوطني على جملة اساسيات يمكن من خلالها بناء سورية الحرة الديمقراطية التي تتسع لكل ابناء الشعب وعلى مختلف شرائحهم وانتماءاتهم، فمن يتمعن في هذه الثوابت والبرنامج السياسي يلحظ انه لايوجد في سورية من هو داخل النظام والمعارضة الوطنية الداخلية، وحتى الوطنية في الخارج ممن لم تتلطخ ايديها في المساهمة بسفك الدماء السورية ولم تبع نفسها للاجنبي، الكل يجمع على ان يكون الحل وطنياً سورياً ومن الداخل السوري.‏

نقول ان الحل للأزمة في سورية لا يمكن ان يتم الا عبر حوار سوري سوري فقط، ووفق البرنامج الوطني الذي حددته الحكومة وفق منظور الرؤية التي وردت في خطاب السيد الرئيس، ونحن عندما نقول ذلك لقناعتنا بأن ما تقوم به الحكومة ومن خلالها فريقها المفوض بالاتصال بكافة الاطراف انما هو تفويض وطني بامتياز للحكومة، بمعنى ان التفويض الذي اتخذت الحكومة تنفيذه على عاتقها من خلال الاتصال بكافة شرائح المجتمع ليكون الحوار المزمع عقده في اوسع دائرة له، وبالتالي يكون حواراً وطنياً بامتياز.‏

ونذكر اولئك الذين يراهنون على الخارج ان سورية عصية على الانهيار وشعبها عصي على الخنوع والذل والصمود والتحدي متأصلان في خلايا جسد كل سوري جيلاً بعد جيل.. لذلك ننصح كل من يغار على سورية الوطن الانخراط في هذا الحوار كي ننتقل بسوريتنا إلى ما نصبو إليه جميعاً ان تكون.‏

asmaeel001@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية