|
ثقافة
الذي عرض ضمن مهرجان (بورتريه.. نجمات) الذي تقيمه المؤسسة العامة للسينما في صالة كندي دمشق، وهو من إخراج روبرت م.يونغ وتأليف ويليام ماسترسموني، وجسدت الشخصية المحورية فيه النجمة فرح فاوست وشاركها البطولة كل من جيمس روسو وألفري وودارد. انطلقت الأحداث مع عرض أسماء الشارة التي صاحبتها أغنية عكست عبر كلماتها فحوى حكاية الفيلم (يأتي وقت لا تجد فيه أحد إلى جانبك، يأتي وقت تقف في المواجهة بكل كيانك.. واجه الليل مع أنه ينقض عليك بأهواله، وليس لديك إلا نفسك لتؤازرك، واجه الليل وإن شعرت أن روحك ستشع، ستختفي الظلمة.. لا أحد سيأبه إن خطفك الليل إلى الأسفل، لا تتخلى عن الأمل).
الذئب والضحية يظهران من المشهد الأول، الذئب البشري يتربص بفريسته التي تسير مطمئنة ليلاً في الشارع وما أن تصبح داخل سيارتها حتى يشهر سكينه ويضعه على عنقها طالباً منها الرضوخ لما يريد، تقود السيارة إلى حيث أشار لها وهناك يحاول الاعتداء عليها فتستطيع الهرب واللجوء إلى الشرطة لتسجل شكواها طالبة الحماية، ولكن المفاجأة أنه وفق الملابسات التي حصلت لن ينتصر لها القانون، حيث تخبرها الشرطية أن في مثل هذ الحالة تكون (كلمتك ضد كلمته) وهذا يعني أنه سينجو بفعلته، وعندما طلبت حماية الشرطة لها خوفاً من أن يتعرض لها في المنزل أتاها الجواب أنه عند حدوث طارئ وقتها يمكن الاتصال بالشرطة لتحضر.. ذلك كله دفعها إلى أن تحزم أمرها وتخرج من قسم الشرطة حتى دون أن توّقع على شكواها لأنها ستكون من دون جدوى، فقد اكتشفت أن الحل ليس هنا وإنما في مكان آخر، وربما يكون من خلال محاولتها هي النجاة من قبضة من يتربص لافتراسها. تلك الأحداث التي شكلت القسم الأول من الفيلم كانت مسباراً واختباراً لكيفية تفكير تلك المرأة التي يبدو من خلال حوارها وتصرفاتها وطريقة هروبها أنها امرأة قوية تعرف ما تريد ولا تستسلم بسهولة، لديها قدرة التحدي والأمل مما يمنحها مزيداً من الثقة بالنفس، ولكن كيف يمكنها استثمار ذلك عندما داهمها في منزلها وأراد الاعتداء عليها مجدداً في مشهد أظهرت فيه الممثلة قدرة كبيرة على تجسيد ذلك الاحساس الذي يمتزج فيه الخوف والدهاء في محاولة لإيجاد مخرج ينقذها من ورطتها، وفي إطار تشويقي ارتسمت فيه علامات الرعب في عينيها استطاعت تغيير المعادلة وأخذ المبادرة من خلال رش عينيه بمبيد حشري سام وقام بربطه واحتجازه، وبعد تفكير قررت أن تحفر له قبره في الحديقة الخلفية للمنزل، لأنه لن يعترف للشرطة وإن اشتكت عليه فالقانون سيقول لها (كلمتك ضد كلمته) طالما أن فعل الاعتداء لم يقع وبالتالي يمكنه الكذب والنجاة بفعلته، ففضلت الانتقام و قلب الطاولة على الجميع لتتحول من الضحية إلى الجلاد، ورغم توسلات صديقاتها لها بألا تقتله وأن تدع الأمر للشرطة إلا أنها أصرت على موقفها أمام محاولاته استمالة صديقتيها واظهارهــا بمظهر المرأة الكاذبة، إلا أنها كانت الأقوى وانتزعت اعترافه لينتهي الفيلم من دون دماء ويأخذ الحق مساره الطبيعي. يُذكر أن فرح فاوست (1947 2009) قدمت دورها في مسرحية (حدود قصوى) عام 1983 والتي تم تحويلها إلى فيلم عام 1986 ووصفت دورها فيه بأنه (الأكثر معاناة على الصعيدين الجسدي والنفسي في حياتها)، وكانت فرح قد بدأت حياتها المهنية كعارضة تروج لبعض المساحيق ثم انتقلت إلى التمثيل في المسلسلات ومن أهمها (ملائكة تشارلي) الذي يعرض عام 1976، وفيما بعد انتقلت إلى المسرح والسينما، وقد رشّحت أكثر من مرة لجوائز إيمي وجولدن ولكنها لم تفز ولا مرة بإحدى الجوائز الرئيسية، إلا أنها كرّمت عام 1995 بنجمة تحمل اسمها على ممشى المشاهير في هوليود. |
|