|
منوعات
مع التقدم الحضاري والعمراني وتوفر مواد البناء المتعددة والمختلفة، تراجع عدد هذه القباب حتى في بيئاتها المتعارف عليها.. لكن كثيرا منها مازال واقفا بوجه عوامل الطبيعة والزمن متحديا حتى التطور العمراني ومدنية الإنسان. قبل سنوات وفي قرية (الشيخ هلال) التابعة لحماة، أقيم مشروع سياحي جميل وربما فريد من نوعه في سورية. هذه القرية المنسية على حدود البادية والمتأرجحة بين البداوة والمدنية، مازالت تحتفظ بعدد كبير من هذه القباب الطينية الجميلة.. إذ بلغ عددها 348 أنجز منها 106 قباب على شكل غرف نوم بسيطة مجهزة بكل الغنى الفلكلوري والتراثي السوري، وهذا ما جذب إليها السياح من مختلف دول الغرب. وعن طريقة بناء مثل هذه القبب والمواد اللازمة فيبدو أن التراب والتبن والماء هي العناصر الوافية، حيث تخلط هذه المواد جيدا ثم يسكب الخليط في قوالب معدّة لهذا الغرض، ويترك تحت أشعة الشمس ليجف تماما. تبدأ عملية البناء من قاعدة القبة التي تتخذ شكلا مربعا وحين ترتفع إلى ما يقارب المترين، تبدأ عملية بناء الشكل الهرمي الذي ينتهي برأس مدبب في نهايتها وقيل إن هذه القبب الطينية استخدمت في الألف الثالث ق.م من قبل الفلاحين والرعاة المستقرين لتخزين وحفظ المؤن. فهناك مثال أثري من الالف الثالث ق.م هو بيت طيني من تل بديري، حيث دلت البحوث الأثرية على وجود نوى الزيتون وبقايا التبن مايدل أن البدو استخدموها كمستودعات لأعلاف ماشيتهم ومؤونتهم منذ قديم الزمن. وقد تأكد للباحثين انها كانت تحتوي على مواقد وافران وتجهيزات اخرى دائمة تشير الى حقيقة اقامة الاسرة بشكل دائم فيها. مايثبت التشابه الكبير بين البيوت القببية الحديثة والبيوت المقببة في الالف الثالث ق.م أجريت في عامي 1995 و 1997 تنقيبات في منطقة المعابد الصغيرة في تل خويرة وتم تحديد عدد من البيوت المقببة المقسمة من خلال المسكن المأهول على اساس مخططات التنقيبات الجديدة في نفس المكان من المستوطنة، اضافة الى الاماكن الاخرى. |
|