تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في مهب الريح

البقعة الساخنة
الأحد 14-4-2013
 ديب علي حسن

اجتمعوا، ناقشوا، تباحثوا،صرّحوا، دعوا، اختلفوا، مفردات لم تعد تهمنا مللناها صارت يباساً وحطباً مسوساً كأنه قدّ من شجرة تين تهالكت مع قدسية الشجرة، هكذا هي حال الغرب مع الأزمة في سورية التي أعدوها وعملوا سنوات يخططون لها، ومن ثم من أصغر الشرر أضرموا نارها، وتكالبوا على المشاركة في أتونها.

دول غربية تعمل ليلاً نهاراً على تقديم السلاح للمجموعات الإرهابية التي تفتك بمقدرات سورية، وتعيث فساداً أينما حلت وكيفما اتجهت ، يعقدون مؤتمرات والبند الأول على جدول الأعمال: الوضع في سورية ، نعم الوضع في سورية لم يعد يهمهم من العالم إلا سورية، وحال سورية يذرفون دموع التماسيح على الشعب السوري وهم الذين أطلقوا بحقه أكثر من 70 عقوبة اقتصادية طالت كل شيء بدءاً من الوقود وصولاً إلى الدواء وإلى السفر ومايخطر ببال أو لا يخطر، والحجة دائماً عقوبات لا تؤثر على الشعب يالها من عقوبات.. منع الوقود والدواء والخبز ووسائل المواصلات والاتصال والسفر والمعاملات المالية وتحويل رواتب الطلبة الدارسين في الخارج و...و.. هذه عقوبات لاتؤثر أبداً حسب ادعائهم وهي دروب وردية للحرية والديمقراطية والبندقية والقذائف الصاروخية وآلات الفتك ليست حسب ادعائهم أيضاً إلا دواء وخبزاً وأدوات حرية، مالم يستطع الغرب ووزراء خارجيته الذين تجمعهم موائد الدم، ومؤتمرات سفك الدم السوري مالم يستطع هؤلاء أن يفعلوه على أرض الواقع من خلال عقوباتهم زودوا المجموعات الإرهابية بأدوات فتك وتدمير تطاله، المشافي والمدارس والجامعات والمعامل.. و...‏

ترى هل يتجرأ هؤلاء الذين اجتمعوا أن يعرضوا شريطاً مصوراً لجرائم المجموعات التي يدعمونها ويريدون تزويدها بالسلاح ليفعلوا هذا ليعرضوا ولوقليلاً من جرائمهم على الرأي العام الغربي المغيّب بفعل الديمقراطية التي يدعون ولنرى ما الذي يمكن أن تقوله لشعوبهم..‏

انفض اجتماع الدول الثماني الكبار ولاشيء يبدو صريحاً واضحاً ربما يريد أكثرهم أن يبقى شلال الدم السوري لسنوات حتى لايترك شيئاً من الوطن وليتحول إلى مجرد رقعة جغرافية في أحسن الأحوال، وكلما لاحت بارقة أمل بالخروج من المؤامرة يجددون أدواتهم، ويسارعون إلى عقد مؤتمرات تضخ المزيد من الحقد والكراهية وتغذي النار المستعرة والغريب في الأمر أن هؤلاء الأجلاف يسحبون معهم الأعراب الذين يبدون أكثر حماساً لإضرام النار وصب الزيت عليها ، وهم لايعرفون أنها بدأت تصل إلى هشيمهم ومشيخاتهم وقصورهم.. لم يستفيدوا من الدرس الكوري الشمالي، فالقوة والكرامة تعطي الشعوب مكانتها ودورها ومهما كان الحق واسعاً وساطعاً فلن ينتصر مالم تدعمه قوة تحميه وتذود عنه، نحن أصحاب الحق وحقنا منتصر لأننا الحق الساطع والشعب الواسع وبانتظار الغد ومايحمله ستبقى سورية عصية على الأخذ مهما اجتمعوا وجددوا من أدوات حقدهم وتسميات مؤتمراتهم فهي في مهب الريح .‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية