|
حصاد الورق العطار كما يقول عدنان مصطفى العلي في مجلة المعرفة العدد الأخير دمشقي المولد والوفاة (1908-1972) تلقى علومه الابتدائية في بعلبك والثانوية في مكتب عنبر وتخرج من كلية الأداب في الجامعة السورية وأمضى حياته في تدريس الأدب العربي في ثانويات سورية والعراق والسعودية، تولى رئاسة ديوان الإنشاء في وزارة المعارف مدة قصيرة طبع ديوانه الأول «ظلال الأيام» عام 1948 ثم كتاب الأدب والنصوص. وهناك مخطوط من شعر البواكير (وادي الأحلام) (منعطف النهر)، (علمتني الحياة)، (ديوان ربيع بك أحبة) وإلى الآن لم ينشر ومن كتبه غير المطبوعة الوصف والتزويق عند البحتري وأسرة الغزل في العصر الأموي وكان يميل إلى العزلة ويبتعد عن الأحزاب السياسية. إن الشاعر مؤمن بأمته العربية مؤمن بماضيها الرائع مستقبلها الزاهر اتخذ البطولة رمزاً لتاريخنا الطويل ومرّ في لمحات خاطفة بمراحل هذا التاريخ المجيد إنه ابن دمشق الذي تغنى بغوطتها وملأ شعره الآفاق بسحرها وجمالها لقد عشق الشام فكان أكثر الشعراء مدحاً لهذه الأرض التي نشأ وترعرع فيها منذ حداثة سنه لقد وهبها حبه وروحه. إن القارىء يجد في شعره نغمة موسيقية تبعث في النفس الارتياح وأجمل ماكتب بوصف الربيع فاستمتع بما فيه من روعة اللون وصفائه ووضوحه وجمال سبكه واستواء أسلوبه ففي قصيدة الربيع يقول: ياحبيبي أفق فقد ضحك الرو ض وأبدى جماله المحجوبا واستعاد الوادي الأنيس سناه وبنى الطير عشه المخروبا طرب القلب فانتشى وتغنى ومن الحب أن أعيش طروبا ورياض فيها العشاش تغنى فيذوب الغناء خمراً صبيباً إن هذا الجمال ياقلب نهب فابتدر تخطف السنا المنهوبا لانعدو الحقيقة إذا قلنا بأن الشاعر أتقن صناعة وفن التعبير في الشعر وأجادوتبصر في اللغة العربية فأعاد بشعره رونق الماضي وإبداعه ليعيد مامضى من تراثنا الجميل لربطه بمستقبل هذه الأمة ويكشف عما أثر في ضمائر العصور، لقد سطع نجمه على الطبيعة إبداعاً فوق إبداع وروعة مابعدها روعة، لقدأدرك علمه قبل أن يولد شعره والشعر هو مادة الفن، لقد توافق شعر العطار بدقته فكان ذلك هو القاسم المشترك بينهما. |
|