|
مجتمع يمطرنا بها الأحباب و من تجمعنا بهم المصادفة في العمل و الشارع أو عبر اتصال أرضي أو خلوي .. قبل أن تمل هواتفنا رجع صدى رنينها و نحيبها في بيوتنا الخاوية .. عبثاً لا حياة لمن تنادي .. فالأسقف و الجدران المهجورة لو ملكت اللسان لاعتذرت عن أصحابها و طمأنت من نهشت الأفكار القاتمة بالهم انشغالاً على أحباب غادروا و غيّروا عناوينهم دون إخطار ، هناك سؤال بات يسبق الصحة و الحال و المال و لون الأيام السوداء و اجترار الأسئلة الروتينية .. تساؤل طارئ من صنع الأزمات و المؤامرات « وين صرتوا هالأيام » إن شاء الله لم تنزحوا إلى الآن ؟ عناوين جديدة مؤقتة ليست من اختيارنا و لا هي بيت العمر .. أبواب لم تدون عليها أسماؤنا و زوايا لم تُزين بصورنا التذكارية .. فبيوتنا على بعد بضعة كيلومترات أو ربما في حي مجاور .. مجرد خطوات لكن الوصول إليها شبه محال ، و كأننا نحن أبناء البلد و أصحابها الصخرة الجاثمة فوق صدور الأغراب القادمين من وراء شعارات الحريات المنقبة .. ها هم حرروا حاراتنا من لمة الأهل و الجيران و بددوا دفء المكان ، و تربعوا على عروش منازلنا التي طُردنا منها ليسكنها اللئام .. تلك هديتهم لنا و انجازاتهم الشيطانية .. كأننا أعداؤهم و كوابيس أحلامهم .. نعم لقد غيرنا عناويننا و لكننا مازلنا في قلب الوطن لم نهجر ياسمين شامه .. و نهر بردى و قاسيون يجاوران صباحاتنا و يمتزجان بفنجان قهوتنا بخلطة دمشقية سرية سحرية، نقول للذين يسألوننا عن عناويننا الجديدة .. هي نفسها القديمة في نقطة مضيئة على خارطة الكرامة العربية، و لكن اتسعت مساحات بيوتنا و حاراتنا لتكون سورية بيتنا الكبير .. عنواننا الدائم والأبدي .. |
|