|
ثمَّ إنَّ أنا شخصياً لم أبحث بهذه أو بتلك.. لكن.. لا أدري لماذا أفضل دائماً السفر مع السورية? لقد استخدمت خلال حياتي عدداً كبيراً من شركات الطيران العالمية وذات الشهرة, ومع ذلك أحن دائماً الى السورية علماً أنها ليست أول شركة أطير على متن طائراتها. أكرر أن السورية لم تكن أبداً في يوم من الأيام مارداً جوياً ولم تملأ بطائراتها الآفاق.. بل كانت شركة تسعى للتطور وتعمل لتستمر وتخدم هذا البلد وشعبه.. وبسبب هذه المهمة بالذات (أي خدمة هذا البلد وشعبه) تعرضت الطيران السورية الى اضطهاد حقيقي وليعذرني الجميع إن سميته اضطهاداً عنصرياً?! هكذا ولأن سورية لم تنصع لخططهم الجهنمية ضد المنطقة وشعوبها.. بدءاً من الجريمة العنصرية التاريخية النكراء المتمثلة باحتلال العراق, وانتهاء بالتنافس على عقد نفطي انتقموا من كل من ينتمي أو ما ينتمي لسورية.. وكانت مؤسسة الطيران أبرز ضحاياهم!! وهذا طبيعي لأن صناعة وصيانة الطائرات بكاملها تحتاج لشركات الغرب.. وهكذا أطبقوا الخناق على السورية للطيران.. ليتراجع أسطولها الى ست طائرات فقط, وأعتقد أنها وصلت يوماً الى نحو /17/ طائرة.. المؤسف في القضية فعلاً هو الموقف الأوروبي.. تحديداً موقف شركة (إيرباص) فليس ثمة ما أو من يلزم الشركة بعقوبات يصدرها مجلس تشريعي لبلد ليعاقب بها بلداً آخر.. أتراها سورية كان أفضل لها يوم استوردت الايرباص أن تختار البوينغ مرة أخرى?! شيء محير فعلاً.. شيء محير يمنعك أن تفهم المبرر المنطقي والمصلحة الأوروبية المفترضة, لإيقاع السورية في هذا الواقع الصعب فعلاً. هذه ليست شكوى لأحد.. ولا هي بكائية لتحن قلوبهم علينا.. فذلك لم يحدث يوماً, وأخشى أن احتمال حدوثه بات بعيداً. للخروج من المأزق وهو أمر صعب جداً في الظروف الراهنة أقدمت الحكومة على موقف صحيح مئة بالمئة وهو ضروري جداً حتى في حالة غياب هذا الواقع الصعب.. ذلك أنها فوضت مجلس إدارة الشركة بكل ما يريد أن يتخذه من إجراءات لتحسين واقع الشركة وإذا كنا نعلم أنها مهمة ليست سهلة فنحن نقول: هذا التفويض يجب أن يكون دائماً.. أعني قبل الأزمة وبعدها.. وهو ضروري لاسيما أنه سيفرض على الحكومة أن تختار مجلس إدارة حقيقياً للشركة, نظيفاً وقادراً ومبادراً بعيداً عن التوصيات والوصايات وما يلحق بهما.. وإلا.. كان الاجراء بلا نتيجة.. فإن صح الاجراء.. وحقق نتيجة.. نهتف من القلب.. رب ضارة نافعة. |
|