تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شكراً..أيها الأحوَلْ

معاً على الطريق
الاربعاء 4/7/2007
غسان الشامي

في السياسة ..إذا أراد الله أن يُنعِمَ عليك.. جعل خصمك أحوَلَ , وإذا غمركَ بنعمِِهِ أضاف إليه صفة الهبلَنة.

فالأحول عندما يصوّب عليك يصيب غيرك , والأهبل يتخذ قرارات على شاكلته.‏

سبحانه في خلقهِ.. وفي شؤونه, لكن مدعاة هذا الكلام أن الرئيس بوش أثبت للملأ الأسبوع الماضي مرتين الصفتين أعلاه. الأولى عندما خاطب السوريين (الأحرار) من المركز الإسلامي في واشنطن قائلاً (أنتم لستم وحدكم)..إنه آتٍ من العالم السفلي لإنقاذ البشرية...‏

من كتبَ له ما قرأه ? لله درّ ذكائه ,فالسوريون ليسوا وحدهم من عاين وسمع وغرق في متع الديمقراطية الأمريكية المجنزرة بل كل هذا الهلال الخصيب , ودليلهم عراق الدم,وثورة الأرز البسماتي المفلفل بمازولا صحراء نيفادا..مضمّخة بعنبرِ عروبة فؤاد السنيورة الفواحة بعودِِ حبرِ يديعوت أحرونوت.‏

قبل أن يتكلم بوش عمن بقوا وحدهم ..عليه أن يخبرنا لماذا بقي من العصابة حوله بعد ست سنوات ونيّف اثنان فقط هما ديك تشيني وإليوت أبرامز, فيما اعتبر الأخرون أن السلامة غنيمة فلحقوا بها إلى الظلام مثل جميع أمراء وبكوات وأفندية العتمة.‏

لن أقف عند مفاصل الراحلين , كل حسب طريقته وفساده ومصلحته من ريتشارد بيرل وأرميتاج ورامسفيلد وولفوفيتز وسكوتر ليبي وغونزاليس وكارل روف وغيرهم بل عند الصف الثاني الأقرب من مُهاتِف الله, لكن سأعود لمن تركه وحيداً يغلي في مَرَق البيت الأبيض منذ أيار الماضي مثل روي بورتمان, مدير الميزانية والمستشار الاقتصادي الذي ساعد على إعادة الانضباط المالي للبيت الأبيض. والمستشار الرئاسي دان بارترليت عضو (مافيا تكساس) المجموعة اللصيقة التي رافقته من حاكم للولاية قبل 14 عاما إلى البيت الأبيض عام 2001 والمستشارة السياسية سارة تايلر, نائبة روف . و ج. د. كروش, نائب مستشار الأمن القومي, أحد مهندسي استراتيجية زيادة القوات في العراق. وميغان أو سوليفان, نائب مستشار الأمن القومي,المتفرغ لشؤون العراق وأفغانستان, وأغلبهم ترك بحجة التفرّغ لعائلته..تاركين بوش يتهادى بذكريات كلبته الراحلة ..سبوت.‏

أما الثانية فقد تفتقت عبقرية راغدة درغام وهشام ملحم بعد زيارة العرّافة الأمريكية أم عصام وولش أن قراراً بمنع شخصيات لبنانية وسورية من دخول أمريكا وتجميد أرصدتهم بات جاهزاً ,وبالفعل لم يكذبهما جورج بوش وأصدر قراراً رئاسياً بمنع عدد من الشخصيات اللبنانية المعارضة ومن الضباط السوريين من دخول جنّة الأنكل سام, ولأنه أحوَل فعلاَ ميّزهم بالقرار الرئاسي من دون أن يترك خارجيته أو فيلتمانه يفعل ذلك كما فعل بوليد جنبلاط بعدما أخطأ وتمنى صاروخاً.. لولفوفيتز..‏

في لبنان نسي بوش أنه يكرّم هؤلاء الأشخاص ,فيما تساعد فرقعة قبلات العزيزة كوندي على وجنة السنيورة في تعميق محبّة اللبنانيين له ..‏

إن ما يفعله هذا الرجل دائماً يأتي معكوس أُكله. لم تفعل أمريكا شيئاً في السنوات الخمسين الماضية إلا الفشل المصحوب بالموت والدمار منذ خليج الخنازير في كوبا, والحرب الكورية, وحرب فيتنام وفي عهد بوش الحرب في أفغانستان وعلى القاعدة والإرهاب, والحرب على العراق.. حيث الهزيمة على الناصية , وسيخرج محبو بوش ورامسفيلد إلى الشوارع يكلّمون أنفسهم...‏

عندما سئل بورتمان إذا كان خروجه من إدارة بوش جيداً لمستقبله السياسي, أجاب مازحاً (سيكون ذلك جيداً لصحتي العقلية)..هل كان يمزح حقاً , أم أنه كان سعيداً لنجاته من حفلة الهبلنة تلك..شكراً.‏

ghassanshami@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية