تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البيت الأبيض يبحث عن مفاتيحه الضائعة

آسيا تايمز
ترجمة
الاربعاء 4/7/2007
ترجمة حكمت فاكه

يحكى أن رجلا فقد مفاتيح منزله وبدأ يبحث عنها تحت ضوء إنارة الشارع, فرآه رجل آخر وسأله عما يبحث عنه, فقال له:

إنه يبحث عن مفاتيحه الضائعة وطلب منه المساعدة في البحث عنها وبعد بحث طويل سأل الرجل الثاني صاحب المفاتيح إذا كان متأكدا أنه فقدها في هذا المكان. فأجابه لا لقد فقدتها في الجانب الآخر من الشارع, فسأل الرجل الثاني صاحب المفاتيح بدهشة قائلا: لماذا تبحث عنها هنا? فرد صاحب المفاتيح عليه ببساطة, لا يوجد ضوء بالجانب الآخر.‏

يبدو أن هذا ما يحصل مع الإدارة الأميركية التي تبحث عن حلول لها في لبنان, لأنه يبدو أنه لا يوجد هناك ضوء في العراق , وهو المكان الحقيقي الذي يجب أن يفتشوا فيه عن مفاتيحهم الضائعة أو المفقودة- ولكن حتى لبنان يقع في الظلام. فالوضع في شمال لبنان مثير للقلق حيث يقاتل الجيش اللبناني متمردين من - فتح الاسلام- وفي هذا الإطار تحدث الصحافي سيمور هيرش الذي ظهر على قناة سي إن إن C.N.N عن فتح الاسلام وقال إنها مليشيا مدعومة من قبل حكومة رئيس الوزراء السنيورة لخلق توازن مع حزب الله في حال انفجرت العداوات بين السنة والشيعة في لبنان.‏

ويبدو أن هذه الفكرة كانت من بنات أفكار إليوت برامز مستشار الأمن القومي الاميركي ونائب الرئيس الأميركي ديك تشيني وقال هيرش: ( إن فتح الاسلام ثارت ضد رعاتها الأصليين تحالف 14 آذار في طريقة مشابهة للطريقة التي ثار بها أسامة بن لادن ضد رعاته الاميركيين الذي دعموه وساندوه في الثمانينات لمحاربة السوفيات في افغانستان..‏

ومع اشتداد الحرب الاهلية المصغرة بين فتح الاسلام والجيش اللبناني في مخيم نهر البارد الفلسطيني أصبح الوضع في لبنان مثيرا للقلق والإزعاج. فالمعارضة اللبنانية ماتزال تدعو إلى انتخابات مبكرة في البرلمان وتدعو لاستقالة أو اسقاط حكومة السنيورة التي تلقى دعم وتأييد الولايات المتحدة وفرنسا.‏

لكن هذه الحكومة ترفض الاستقاله والإذعان لمطالب المعارضة التي دخل اعتصامها شهره السابع.‏

قد يكون من قام بعملية الاغتيال للرئيس الحريري أو دبرها طرفا خارجيا وليس سورية من أجل تحقيق ثلاثة أهداف يتمثل الهدف الأول بجعل السوريين يظهرون في وضع غير مريح والثاني هو توجيه رسالة إلى المعارضة اللبنانية أما الهدف الثالث وهو الأهم فهو الضغط على السوريين ليتراجعوا عن موقفهم في العراق. ثمة وجهات نظر متطابقة بين الأميركيين والسوريين بخصوص العراق كلا البلدين يرفضان قيام أي نوع من الفيدر اليه سواء كانت طائفية أو إدارية ويريد كلا الطرفين أيضا قيام عراق علماني ونزع سلاح المليشيات التي تقتل الأبرياء والحديث عن مسؤولية سورية بخصوص ما يجري في العراق تجعل من الصعب على السوريين إجراء مباحثات مع الأميركيين ما لم تكف الإدارة الاميركية عن اتهاماتها لسورية.‏

يجب علينا جميعا ألا نتجاهل حقيقة واحدة وهي أن الهدف الرئيس للولايات المتحدة هو العراق وهي تريد من سورية أن تتخذ عددا من الاجراءات للمساعدة لكن سورية تقول إنها ليست جمعية خيرية وهي على حق في هذا الموقف , فهي لاتفعل شيئا مجانا وتريد مكافأة على تعاونها, فأرضها في الجولان محتلة من قبل اسرائيل وبمقدرو الولايات المتحدة أن تضغط على اسرائيل لإرجاعها الى السوريين إذا أرادت ذلك وكان الرئيس بشار الأسد قد حذر الأميركيين قبل احتلال العراق بأن تدخلهم في العراق سوف يجلب لهم نار جهنم وعلى الشرق الأوسط بكامله وإذا استمر الاميركيون في غزوهم واحتلالهم للعراق وتنفيذ خططهم فإن سورية لن تدعم هذا التوجه لاعتبارات جغرافية وأيديولوجية.‏

وأن الولايات المتحدة ستكون في النهاية بحاجة ماسة إلى سورية ,من أجل الحصول على النتائج المتوخاة في العراق.‏

فالسوريون لديهم القدرة على التفاوض مع جميع القيادات العراقية بأطيافها ونسيجها المختلف.‏

إن سورية تريد أن تظهر كجزء من الحل في الشرق الأوسط, ولا تريد أن تكون جزءا من هذه المشكلة فعلى الأميركيين البحث عن ( مفاتيحهم الضائعة) في دمشق فهي جزء من الشرق الأوسط, حيث لاتزال إنارة الشارع مضاءة ويمكن للإدارة الأميركية أن تعثر على ( مفاتيحها المفقودة) هناك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية