تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المبرر الايديولوجي الإسرائيلي لرفض السلام

جون افريك
ترجمة
الاربعاء 4/7/2007
ترجمة: دلال ابراهيم

دوماً كانت تستقبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1949 مبادرات السلام بجو من الشك والريبة التي تأتي تلقائياً.

وحينما وضع رئيس وزراء إسرائيل ايهود أولمرت تحفظاته أو شروطه على مبادرة السلام العربية, حاكى موشي دايان حينما أعلن قبله بنصف قرن قائلاً: (أنا أعارض أي تنازل كان, على أي صعيد, وإن كان العرب يبغون شن الحرب من أجل تلك الأسباب, فأنا لا أعترض على ذلك).‏

وفيما تهرع تل أبيب دوماً, وتكون المستعجلة في شن العمليات العسكرية, تكون المتباطئة حينما يتعلق الأمر بالبحث عن تفاهم واتفاق.‏

وفي امكانها وبسهولة تبرير أي عدوان كانت تشنه, ويأتي تحت ذريعة الرد على هجوم أو ضربة تلقتها, وتحديد الاستفزاز الذي استوجب الرد علىه يكون دائماً مسألة وجهة نظر.‏

وفي الواقع ثمة الكثير من الحالات التي أقدم فيها فريق على اطلاق الاستفزاز, واتخذ حجة وذريعة لرد غير متكافىء, وليغذي هذا الرد بدوره دوامة العنف.‏

(الحرب التي فرضت علينا) و (ليس أمامنا من خيار سوى الحرب) أقوال لحكومات تل أبيب, أصبحت شبه مأثورة, تحجب خلفها فكرة جوهرية, وهي استخدام القوة من أجل أهداف استراتيجية مثل احتلال أراض إضافية, على سبيل المثال, أو الرغبة في المحافظة على مكاسب حصلت عليها إسرائيل.‏

وأيضاً هناك قاعدة ايديولوجية تكمن وراء رفض إسرائىل مبادرات السلام, وتلك الايديولوجيا تقول: إن العداء العربي ضد إسرائيل هو حالة دائمة.‏

وإن العرب في قرارة أنفسهم لا يريدون الاعتراف بإسرائيل كدولة شرعية, ولا يسمح العنف السائد في المنطقة بإقامة سلام حقيقي, وإنه وفي أ فضل السيناريوهات المتوقعة, سوف يتم خرق وقف إطلاق النار حالما تعطي إسرائيل مؤشرات وانطباعاً لاعدائها بأنها أصبحت في موقع الضعيف.‏

بقلم: ميرون بن فنستي‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية