|
وإنما لطول بال وزارة الكهرباء الذي تجاوزت برودته برودة صقيع القطب الشمالي , فلماذا السرعة , ولهذا فإن لانقطاع التيار الكهربائي فوائد كثيرة نجهلها , إضافة إلى أن في العجلة الندامة , فالزملاء في مجلس الشعب ظلوا طوال جلسات الأسبوع الأخير من الدورة الأولى يطالبون بمعالجة الانقطاعات الكهربائية , وبسماع رأي السيد وزير الكهرباء - على الأقل .. للوقوف على أسباب الأزمة , للتمكن من الرد على أسئلة المواطنين الموجهة إلى أعضاء مجلس الشعب من كل المدن والقرى السورية كل من منطقته وقريته , والتي لم تتوقف عبر أجهزة الموبايل , فأنا وحدي على سبيل المثال تلقيت أكثر من مئة اتصال في أيام قليلة تسأل عن أسباب حدوث الأزمة , وإن جاء وزير الكهرباء إلى المجلس , وما الذي قاله في الرد على أسئلة الأعضاء , وهل ثمة تفاؤل بالوصول إلى حل سريع , وكنت أجيب دائما لا إجابة لدي , والسيد الوزير لم يأت بعد , ربما هو مسافر , هو بالتأكيد مسافر وإلا لكان جاء وقدم عرضاً عن الأسباب لذا إلى الآن لم يرشح إلي أي قول بشأن الكهرباء لا من جهات الوزارة ولا من جهات الإعلان التي تحاول أن تصغي هي بدورها حتى لدبيب النمل علّها تسع شيئاً , ولم تفلح , فاستعاضت عن الأسئلة بالرسوم الكاريكاتورية , وقد أشار السيد رئيس مجلس الوزراء إليها في حديثه أمام المجلس , دون التوقف عند الاسباب الموجبة إلى ظهور هذه الرسوم فجأة كما ظهرت أزمة الكهرباء فجأة.
أزمة الكهرباء تشابهت كما يقول أحد الزملاء في المجلس مع الزلازل والبراكين في الحدوث فجأة , لهذا كان الذهول لدى المواطنين يعادل ذهول الناس في مكان أصابهم زلزال أو بركان , لأن عنصر المفاجأة هو السائد , فالمواطنون في سورية الممانعة والمقاومة والصامدة تعلموا على كهرباء دائمة لاتعرف الانقطاع طوال سنوات مضت , لهذا بات من غير المقبول والمعقول حدوث انقطاعات كهربائية وطويلة وصلت في بعض الأماكن إلى ثماني ساعات , ودون مقدمات وأسباب نعرفها , ويبدو أن الحكومة ممثلة بالسيد رئيس مجلس الوزراء شاركت المواطنين اندهاشهم وانزعاجهم , فقد شكا السيد رئيس مجلس الوزراء عند الحديث عن الأزمة من انقطاع التيار الكهربائي حتى عن منزله , وهذه إيجابية في رأيي , فالحكمة تقول ( ظلم في السوية عدل في الرعية ) . في الخميس الأخير من الدورة الأولى لمجلس الشعب , جاء وزير الكهرباء محاطاً بأغلب أعضاء الحكومة , فوقع أعضاء مجلس الشعب في حيرة , فالأسئلة كثيرة لديهم وباتجاه كل الوزارات , وأزمة الكهرباء هي الأكثر إلحاحاً , وعدد المطالبين بالحديث تجاوز التسعين والوقت المحدد لكل متحدث دقيقة واحدة ليتمكن الجميع من طرح أسئلتهم , وهنا يمكن القول إن البلاغة في الإيجاز , فثمة من تسعفه بلاغته في ذلك وثمة من يريد أن يتكلم طويلا والوقت ليس في صالحه , فحبس في صدره ماتبقى من كلام وأسئلة إلى الدورة القادمة التي ستبدأ في مطلع تشرين الأول , وإلى ذلك الوقت إما أن تكون الأسئلة وجدت أجوبة , والزمن كفيل ببعض ذلك أو أن الأسئلة ضاعت منه . الحكومة في مثل هذا الأمر أي في ضيق الوقت هي المستفيدة من الإيجاز , فالوقت أكثره سيذهب في الأسئلة , والوقت المخصص للإجابة سيكون قصيراً , والأعضاء يوم الخميس عادة يكونون على سفر , لهذا لاتكون لديهم الرغبة في الإجابات الطويلة , وحده الزميل ابراهيم الأسمر قال : لماذا سلق الجلسة , نحن مستعدون للبقاء هنا أياماً للنقاش والحوار . تعددت الأسئلة وتعددت المواضيع المطروحة , وهذا ما سنأتي على ذكره في الزاوية المقبلة , والآن سأكتفي بتقديم مختصر مفيد من رد السيد وزير الكهرباء والسيد رئيس مجلس الوزراء مع وعد بتقديم تصور كامل حول ما جرى في تلك الجلسة . يقول وزير الكهرباء إن الطلب تزايد على الطاقة من قبل المواطنين , ومن الوافدين والذين يقدر عددهم بحوالي المليونين , وهؤلاء يسرفون في استجرار الطاقة , وأكثرها يستجر بشكل غير نظامي , وهذا خارج كل توقع , أي أن الزيادة بلغت حوالي عشرين بالمئة , وأشار إلى أن الوزارة لحظت بناء مخططات ومجموعات للطاقة ستظهر نتائجها قريباً , ووعد بأن نهاية الأزمة ستكون في شهر آب القادم , وحمّل الأجواء المناخية الطارئة بعض الأزمة إذ أن ارتفاع الحرارة يرتب زيادة على الكهرباء تقدر بحوالي 400 ميغاوات , ودعا المواطنين إلى ضرورة ترشيد الطاقة , وأشار إلى وجود سرقة كهرباء تستجرها الأحياء المخالفة حول المدن الكبرى , ومن الأسباب التي أدت إلى وجود الأزمة انخفاض موارد المياه في الفرات , وأن الشركات لم تلتزم بتسليم المحطات المتعاقد عليها , وأشار إلى وجود صعوبات فنية في محطتي بانياس ومحردة . سأكتفي في هذه الزاوية بمقدمة رئيس مجلس الوزراء وقوله : أنا كمواطن مثلكم قد لاأكون مقتنعاً بوجود الأزمة , والصحفيون بالرسوم والتعليقات أشاروا إلى ذلك ثم راح يعرض بعض الأسباب التي أدت إلى حصول الأزمة , وأكد على بذل كل الجهود لمعالجتها في أقرب وقت . وأخيراً : نقول تفاءلوا بالخير تجدوه . |
|