|
اقتصاديات تتركز القدرة التنافسية على تحويل المزايا النسبية الى مزايا تنافسية من خلال الاستثمار الأمثل للموارد المتاحة من (مادية-مالية-بشرية..الخ) وتأتي الخطوة الثانية بقيام مشاريع تتناسب مع هذه الموارد واستغلالها ضمن خطة متكاملة عموديا وأفقيا وهذا ما يجب أن نبدأ به في المنطقة الشرقية (الحسكة-الرقة-دير الزور). وخاصة بعد التوجيه الكريم للسيد رئيس الجمهورية بإحداث هيئة لتنمية البادية والمنطقة الشرقية-وتأكيد سيادته أن البوصلة الحقيقية لنجاح أي مسؤول هو رضا المواطن وخاصة أن المنطقة الشرقية تمتلك كل مقومات الانطلاقة الاقتصادية والمجتمعية, فعدد سكانها أكثر من 3 ملايين نسمة تشكل أكثر من 16% من سكان سورية, أما مساحتها فتشكل 41% من مساحة سورية بشكل عام-والأراضي الزراعية (الصالحة للزراعة) تشكل 43%, ولذلك فإن التصنيع الزراعي هو أول الخطوات التي يجب أن نبدأ بها لاستثمار الثروة الزراعية هناك وتصنيعها وخلق القيمة المضافة ولا سيما لاحتوائها على 58% من الموارد المائية و52% من المروج والمراعي وأكثر من 36% من المواشي وتنتج أكثر من 70% من القطن السوري و33% من الشوندر السكري وأكثر من 50% من القمح. اضافة الى توفر مخزون نفطي كبير وفيها أكبر حقلين (الرميلان-الجبسة) إضافة الى توافر ثروة حيوانية فهي تؤمن أكثر من 4% من اللحوم الحمراء و20% من السمك النهري و21% من الحليب و13% من البيض و6% من الفروج. وفي المجال السياحي فإنها تملك مقومات الاستثمار حيث مر عليها كل أنواع الحضارات ومنذ أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد. وتنتشر بها الكثير من المواقع (موقع ماري-قلعة الرحبة-موقع الرصافة-تل سكيكر-مقام عمار بن ياسر-مقام أويس القرني..الخ) ويمكن إقامة القرى السياحية والرياضية والمائية على ضفاف نهر الفرات الخالد. من هذه المعطيات نرى أنه من الضروري اعداد الخرائط الاستثمارية في المجال الزراعي والصناعي والخدمي وخاصة تشجيع اقامة المناطق الحرة على الحدود مع تركيا والعراق وتطوير الأعمال الزراعية والرعوية وإقامة المحميات وانجاز المخطط التنظيمي وإنشاء المحميات الطبيعية وإقامة تجمعات نظامية للسكان والانتهاء من السكن العشوائي وإقامة معامل ورق للاستفادة من مخلفات الحصيد ومعامل (غزل وسجاد وبتروكيماويات وألبان وأجبان..الخ) والاعتماد على مفهوم العناقيد الصناعية أي إقامة المشاريع الصناعية المتكاملة مع بعضها وكل منها يستفيد من وجود الآخر وترابطه أماميا وخلفيا مثل (معمل نسيج يستفيد من وجود معمل غزل ويمهد الطرق لإقامة ورش خياطة). إن هذه المنطقة من أغنى مناطق سورية لكنها أشدها فقرا حسب المؤشرات الاقتصادية سواء على مستوى (البطالة-مؤشر الفقر-الخدمات..الخ) وبالتالي تستحق هذه الأهمية التي تشهدها حاليا وإن تطورها يساعد في تطوير سورية بالكامل وستنعكس نتائج تنميتها على كامل سورية. |
|