|
دمشق ويصنع العسل بالماء والقطر مع تحريكه بأوراق الكينا أو غيرها، ، كذلك يلجأ بائعو الفروج إلى نقعه بالماء ليزيد وزنه..سألنا ونتساءل ولكن.. هل سنبقى في حيرة؟ ماذا سنأكل في زمن الغش..؟! هل نأكل الزعتر مع نشارة الخشب؟ أم اللبنة مع النشاء؟ أم الحليب الممزوج بالماء ؟.. ففي ظل موجة الغلاء السائدة في السوق، يضاف إليها تفنن البعض بأساليب الغش وخاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية والمنظفات وبعض السلع الأخرى، تنوعت أساليب الغش وتعددت أشكاله ليبقى الهدف واحد، وبالطبع الأزمة الراهنة التي تمر على البلاد كانت مناخاً مناسباً لنمو طبقة (الغشاشين)، بل وتوسّع نشاطها لتشمل العديد من السلع والمواد، وساعد ذلك ضعف الرقابة على أسواقنا، وأيضاً صعوبة تطبيقها في العديد من المناطق. فالمتجوَل في بعض الأسواق ومنها سوق الجابيه أو ساروجة بدمشق مثلاً، لا يمكن أن يمر دون تساؤلات وتعجَب، إذ يلفت الانتباه أشكال وكميات تواجد الأطعمة وخاصة تلك التي تتعرض بشكل سريع للتلف، وهناك حالات لا يمكن هضمها أو السكوت عنها، ومنها مثلاً اللحوم التي تستقبلك بروائح تتحدث عن نفسها دون تحليل أو فحص، والقشطة التي لا تخضع للطهو والمنتشرة بكميات كبيرة، في وضح النهار وأمام أعين المسؤولين عن سلامتها وسلامتنا، بشكل يطرح اشارات استفهام بشأن الأداء الرقابي ودوره في مراقبة هذه الأطعمة والمواد، وهل تخضع دائماً لمراقبة ومتابعة صلاحيتها للاستهلاك البشري، وخاصة أن صحة المواطن باتت على المحك لكثرة الأطعمة الفاسدة أو التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء، إذ عادت إلى الواجهة مجدداً هذه الأطعمة الفاسدة والمنتهية الصلاحية، والسلع المغشوشة التي باتت تحتل مكان الصدارة دون وازع أخلاقي أو إنساني، وتحمل من السموم والأمراض ما يفتك بالإنسان، والآتي أعظم.. مصادر وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أكدت أن مديرياتها تراقب وتسطر الضبوط وفي حال التكرار يتم الاغلاق والأسواق تحت السيطرة. ونتساءل: هل رقابتنا باتت لا ترى، لا تسمع، لا تتكلم، أم أن قرار وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك حدَ من سير عمل المعنيين، أو أن المحسوبيات تلعب دورها على حساب صحة المواطن، وخاصة أننا علمنا بأنه تم أكثر من مرة إنذار أصحاب بعض المحال المختصة بالأطعمة ، ولكن هل هكذا يتم الردع بالإنذارات فقط دون رادع حقيقي يثنيهم عن الاستمرار بما يفعلون؟؟!. |
|