|
حدث وتعليق التي ابتليت به بعد احتلال عسكري لم يحقق أيّاً من الأهداف التي أعلنتها أمريكا و«الناتو» قبيل الغزو لهذا البلد، بل ازداد الأمر سوءاً، فالاضطراب الأمني يتزايد، وطالبان تنتشر على الأرض، والهجمات الإرهابية تتصاعد، ومازال الكثير من الأفغان يعيشون الحرب خاصة في المناطق المضطربة حيث يتساقطون بين قتلى وجرحى، ليجد «الناتو» نفسه أمام طريق مسدود يُجبره على الانسحاب وترك البلاد تغرق بالفوضى. اعتباراً من الأول من الشهر القادم ستكون أفغانستان دون الوجود الأميركي، ليُعيد ذلك إلى أذهاننا الخروج المُذل ومثيله الذي جرى في العراق، وإن صحّت الفرضيات، فالسيناريو الذي تنتظره كابول لن يكون بأفضل من سابقه الذي أرخى بظلاله السوداء الثقيلة على المشهد العراقي، وأعقبه تسونامي الفوضى الناتجة عن مخلّفات الاحتلال، وما زرعه من فتن وتفرقة في النسيج العراقي، ومازالت تبعاتها وتداعياتها حتى الوقت الراهن، من إرهاب وتفكك في مفاصل كثيرة، ما كانت لتكون لولا الغزو الأميركي. الإرهاب في الداخل الأفغاني لايزال يضرب ولم تخفّ وتيرته يوماً رغم الوجود الأميركي وقوات «الناتو» وزعمها بمطاردته، لتكون نتيجة النهاية صفراً، فالإرهاب تشعّب وازداد ووجد «الناتو» نفسه يطارد السراب على الرقعة الأفغانية، وبقيت حركة طالبان الأفغانية المتطرفة على حالها تمارس عملياتها الإرهابية المستنسخة عن تنظيم «القاعدة» الإرهابية ضد الشعب الأفغاني والقوات الحكومية. وهذا ما يؤكد أن واشنطن لن تتخلى عن دورها في صناعة الفوضى المدمرة للدول التي تحتلها، فها هي الآن بعد العراق ستعيد السيناريو ذاته في أفغانستان، لتتركه أسير الميليشيات والقبائل المتناحرة، فتخرج القوات الأميركية من أفغانستان وتترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لطالبان وأخواتها من «القاعدة» و«النصرة» و«داعش» وغيرهم من التنظيمات الإرهابية لدخول أرض أفغانستان، فمن يستطيع أن يمنع هناك من صناعة «قاعدة» جديدة و«بن لادن» آخر. |
|