تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كنت أظن

ملحق ثقافي
2018/6/26
نرجس عمران

كنت أظن

أن العشق مولد حياة‏

وأن الموقد يجّمر باللذات‏

وأن ذكراك‏

لن تصبح خبريَّ الآتي‏

لكن عمري انطوى‏

لحظة أعلنت البديل‏

حتى المكان اكتوى‏

حين أصبح عناقك مستحيلاً‏

كيف أخبر النجوى ؟‏

ألا تغدق همسك‏

في أذني سلسبيلاً‏

ويلي والعمر الذي أرى‏

يقف على أطلال ماض جميل‏

يندب الحظ وعنه يتغاضى‏

ويقول إلى الصحو‏

كيف أفقأ عيون الرحيل‏

أعجز ولا أملك الإرادة‏

لأخلع أثوابك عن روح الليل‏

وأغلق محفظة القيادة‏

على درب ما كان إليك طويل‏

ماذا أجيب الوسادة‏

حين تسألني أين هو الخليل؟‏

وكيف أملأ محضر السادة‏

برجل في زمان فيه الرجال قليل‏

يا خيالي لا تسأل الهوى‏

سبب الدموع في عيون سُهيل‏

كان النديم منذ الولادة‏

والآن بوصلتي بلا دليل‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

اسألْ....‏

شغف أقداح الندى‏

كيف تنضح العبرات‏

في ذات صهيل‏

وما ذا عن الفجر لحظة الولادة؟‏

وكيف يعود نوره دونك ذليلاً؟‏

أصقاع المساء ذات ضمة‏

جهشت بالجليد والرثاء عويلاً‏

كيف أخرس استفهام النبضة؟‏

وأكبح جماح ثورة الرحيل‏

تلك الصورة‏

كيف أغمضها‏

أراها وأنا مظلله بالوجود‏

وأنا أعبق بأنفاس القيود‏

وذاك الدثار‏

لا ينفك يبتسم لملامحي‏

فأعلقها معه‏

وأتابع منزوعة من أزرار الأنا‏

وماذا عن ذكراك؟‏

التي تهاجمني كالتتار‏

ما أنا مغول‏

وقد تملكني من الوفاء قنطاراً‏

أبعد عني ذائقة الشوق‏

لعاب قصيدي ‏

يسيل من فم الثواني‏

أن ارحلْ‏

ولا تدع مكاني‏

بعدك أكثر يترجاني‏

ما عاد بمقدوري‏

أن أقمع أشجاني‏

أن أنهر كياني‏

أن أجلد بالصمت سكوني‏

قد عاث السهاد في كوني‏

وماذا عني؟‏

كل ما ذكرته ‏

بعض من - أنت- في وطني‏

ارحمْ ما أندى حرفي ولملمني‏

شريان المكان‏

ونبض الزمان‏

تتسول على‏

قارعة النسيان‏

ويخيب بالنسيان ظني‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية