|
نافذة على حدث وتغير جلدها مثل الأفعى، وتتقنع بأقنعة الهالوين، ولكن يبقى هدفها واحداً ثابتاً لا يتغير رغم كل الرماد الذي يتبرع المنافقون والمرتزقة والعملاء والمتاجرون بالأوطان والقضايا لذرِّه في العيون، وهو الهيمنة على ثروات المنطقة ونهب مقدرات شعوبها، ومحاولة حماية إسرائيل ــ هذا الكيان السرطاني المغتصب ــ وتعويمها كقوة إقليمية مهيمنة معتدية لا تخضع للقانون الدولي أو للمساءلة الدولية على جرائمها وارتكاباتها المستمرة منذ أكثر من سبعين سنة. والمتتبع الحصيف لما يحدث في المنطقة من حركات احتجاجات شعبية من لبنان إلى العراق وصولاً إلى إيران، حيث يرفع أصحابها في الغالب مطالب معيشية محقة تحتاج للمعالجة، سيكتشف بكل بساطة أن هناك مخططاً أميركياً صهيونياً بأدوات محلية، لاستهداف بيئة المقاومة التي تواجه العدو الصهيوني وتناهض التدخل الأميركي، من أجل المساس بإرادتها وقناعاتها وأحلامها، وصولاً للهدف الأكبر وهو ضرب محور المقاومة وتصفيته بعد أن تعثرت صفقة القرن، الأمر الذي يعتبر حلقة من حلقات المخطط الأميركي الذي بدأ عام 2003 بغزو العراق ومن ثم القرار 1559 الخاص بلبنان، وصولاً إلى عدوان تموز مروراً بما يسمى (الربيع العربي) الذي تجلّى فوضى أميركية غير خلاقة، دمرت بلدان عديدة وما زالت مستمرة بالتدمير حتى الآن، لخلق النماذج الوظيفية الأكثر خدمة للسياستين الأميركية والصهيونية على المدى البعيد. ففي سورية لم يستحِ الأميركي من إعلان هدفه الأساس من الوجود غير الشرعي فيها وهو سرقة النفط، مع ربط هذا الوجود بالدور الإيراني المحارب للإرهاب، وفي لبنان ثمة حديث متواتر عن سلاح المقاومة، وفي العراق يجري الحديث عن العلاقة مع إيران، وأما في إيران فثمة سلسلة من الضغوط الاقتصادية والسياسية الأميركية الخانقة لإجبارها على تقديم تنازلات في الصراع العربي الصهيوني يخدم إسرائيل، فلو جمعت هذه التطورات في مشهد واحد لعرفنا أن المقاومة ومحورها هو المستهدف الحقيقي، إذ إن حلفاء أميركا وأدواتها بعيدون كل البعد عما يجري رغم معاناة الشعوب الرازحة تحت حكمهم، ما يوجب التعاطي بمسؤولية ووعي مع كل ما يجري لتفويت الفرصة على الأعداء، وإفشال مخططاتهم الجديدة، كما فشلت باقي مخططاتهم في المرات السابقة، وليس محور المقاومة بعاجز عن تأكيد انتصاره وحضوره مرة تلو المرة ولو كره hsauood@gmail.com ">الكارهون.. hsauood@gmail.com |
|