تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. حبل الكوبوي وأيادي المقاومة الشعبية... وترامب بين ذاكرة الصيد والمصيدة!

صفحة اولى
الاثنين18-11-2019
كتبت عزة شتيوي

لصوص في سورية.. وأمراء حرب... هذا هو التوصيف النهائي لوجود أردوغان وترامب... وهذه الصورة الأخيرة الملتقطة من داخل خيمة البغدادي، هناك حيث رسمت خرائط التغيير الديمغرافي ونهب النفط بسيف الإرهاب وغمد مكافحته على خاصرة (السي آي إيه) وفروعه في المنطقة.. فهل تشرح دمشق بعد!!

في العراق وأفغانستان نسخ متطابقة عن السياسة الأميركية لكنها باتت أكثر عرياً في سورية يوم قادت التطورات الميدانية الرئيس الأميركي للحديث العلني أن هدف الوجود الأميركي هو النفط، وأن رأس 600 جندي من بلاده لا تساوي حفنة من الذهب الأسود أو غلطة في تأمين الكيان الإسرائيلي.. إذاً هي المواجهة وليس الصدام.. وهي المقاومة في العرف السوري طالما بقي محتل أميركي أو حلم عثماني!!‏

المقاومة الشعبية هي الرديف القادم للجيش العربي السوري على الحدود الشمالية مع أردوغان في حال مال السلطان عن تعهداته مع موسكو وتعنت ترامب... ومن مثل السوريين في اتقان هذا (الفن القتالي) يوم ولدت المقاومة الشعبية مع إخراج العثماني والفرنسي والتحقت لنصرة فلسطين وصقلت تجربتها في عمر الأزمة الحالية ليلقم الجندي السوري بندقيته بإصرار أهالي المدن والمناطق المحررة التي مر الإرهاب بها...‏

حتى المقاومة في المنطقة كلها ولدت من رحم السياسة السورية واشتد عودها من مشيمتها الأولى في سورية، فعلى ماذا يراهن المحتلون؟! وهل يستوعب عقل الكوبوي الذي يرمي حباله الأميركية ليصطاد في الجزيرة السورية بأن التقاط الأهالي لحباله سيستجره ليكون هو الصيد؟!..‏

هي الحنكة السياسية لدمشق التي تواجه المراحل في أزمتها بأسلحة على قياس المخاطر.. وكل سوري طلقة وصرخة إذا ما مرّ ميدان المعركة بحيّه أو في حديقة داره.. أو جواره أو حتى في آخر أبعد نقطة من أرضه.‏

في مثل هذا النوع من المواجهات تتغذى المقاومة الشعبية من جذورها وانتمائها ومن سلطان تراب الوطن على عروق دمائها، ولا تقتطع الأراضي ولا تغتصب (بالشوكة والسكين) على طاولة شرب نخب اتفاق (الآمنة) بين أردوغان وترامب، أو حتى بيع الكردي الانفصالي لـ (صكوك النفط) مقابل صك أميركي ببقائه على قيد الرعاية...‏

ما قبل إعلان الانسحاب الأميركي وكل ما جرى ليس كما بعد التراجع وإعادة الانتشار، فالالتفاف الأميركي للوصول إلى الهدف النهائي بدأ بالإيهام بالخروج الأميركي من سورية، ولم ينته بسرقة النفط ومحاولة سلخ الثروات الوطنية.. تماماً كما بدأت الثورات العربية بالديمقراطية وانتهى بها المطاف إلى الإرهاب والتشتت السياسي! كل ذلك والأمم المتحدة تعض على قلقها وتنزف من القانون الدولي...‏

لذلك قالت دمشق إن الحل يبقى ببندقية الجيش العربي السوري والمقاومة الشعبية، فهنا سر سورية.. بأبنائها وباحترافها التاريخي في تصنيع المفاجآت للمحتل.. فما حررنا يوماً قرار أممي أو استنكار دولي.. ولو كانت الأمم المتحدة أداة للشعوب لتحررت فلسطين من وجعها أولاً...‏

تخيلوا أن بنيامين نتنياهو عقد اجتماعاً بالأمس ليقول إن السياسات الإسرائيلية لم تتغير، واستفاض بالشرح أكثر عن تخوفه على أمن إسرائيل بإدخال أحزاب عربية في حكومة مصغرة يشكلها غانتس... يا رجل لولا بعض العرب والأعراب لم تكن هناك تل أبيب.. كان أهون عليك أن تقول نخاف تسلل المقاومة الفلسطينية... فهناك فرق كبير بين سياسة الأعراب والشعوب العربية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية