تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لعنةُ الذهب..

على الملأ
الاثنين18-11-2019
علي محمود جديد

الدولار يرتفع والليرة تنخفض.. أسعار السلع ترتفع ومستوى المعيشة ينخفض.. الذهب يرتفع والصاغة لا ترتفع أحوالهم معه، بل تنخفض أرباحهم وتسوء أحوالهم، فلم يفدهم بريق ذهبهم في منع تراكم الديون والأعباء عليهم..!

أجل.. تخيلوا أنّ (الجواهرجيّة) باتوا من الشرائح البائسة التي تأكلها الديون..! وهذا بالفعل وارد إن كنّا سنضع الذهب جانباً ونعتبره سلعة إنتاجية لا استهلاكية بالنسبة للصاغة، وقد تراجعت مبيعات الذهب في هذه الأيام إلى حدود 90% حسب تقديرات جمعية صاغة دمشق، وهذا تراجع خطير جداً بالنسبة لهذه المهنة فعلاً، وهي من المهن العريقة التي يُبدع فيها السوريون كثيراً ويمتازون بدقة وبراعة تُكسبهم تنافسية عالية في صياغة المجوهرات والمصاغات الذهبية، ولكن يبدو أنّ أحداً لا يهتم لمثل هذه الميّزة، وفي أحسن الأحوال هي آخر الهموم، وهذا خطأ كبير يعكس عجزنا عن إدارة أمورنا بالشكل الصحيح، لكسب ما أمكن من النقاط التي تمنح اقتصادنا الوطني ميزات تنافسية، أو على الأقل يعكس لا مبالاة مقيتة لا داعي لها علّنا نستطيع أن نبدأ باستعادة ترتيبنا - وإن كان متخلفاً - في ميدان التنافسية الدولية التي خرجنا من مضمارها بالكامل منذ عام 2012 حيث كنا في المرتبة 98 من أصل 142 دولة في القائمة، ومنذ العام 2013 وحتى الآن ونحن خارج التصنيف، ومن هنا تأتي أهمية أن نستثمر هذه الميزات، ليس فقط من أجل استعادة الترتيب في تلك القائمة، ولكن من أجل استثمار إمكاناتنا وقدراتنا على أفضل وجه، فقدرات الصاغة السوريين العالية في هذا المجال كان من الأحرى أن نبحث عنها نحن من أجل اغتنامها، فهم يطالبون بالسماح لهم باستيراد الذهب وصناعته هنا وصياغته ومن ثم إعادة تصديره ليحققوا بذلك قيماً مضافة عالية لا تزال مهدورة، والغريب فعلاً ألا يُسمح لهم بذلك على الرغم من أنّ أعمالهم في صياغة الذهب مرغوبة جداً في الكثير من البلدان، فَلِمَ هذه التعقيدات كلها..؟! إنها بالفعل صارت لعنة الذهب..!‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية